الجوانب التوثيقية التاريخية في المخطوطات العربية
|
* الثقافية علي سعد القحطاني:
منذ أواخر القرن السادس عشر الميلادي الموافق لمطلع القرن الحادي عشر الهجري والغرب الأوروبي يتناول التراث العلمي والمعرفي المخطوط للعرب والمسلمين بالدراسة والتحقيق والنشر، فكانت باكورة ذلك طباعة بعض عيون الكتب العربية في روما ك«قانون ابن سينا ونزهة المشتاق للإدريسي» وتحرير أصول اقليدس للطوسي ثم تعدت حدود إيطاليا إلى غيرها من البلدان الأوروبية كألمانيا وهولندا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإسبانيا لتشهد هذه البلدان حركة استشراقية كبيرة نتج عنها فيما نتج تحقيق ونشر عدد كبير من المخطوطات العربية في مجالات شتى كالتاريخ والجغرافية والأدب والشعر واللغة والفلسفة والاجتماع وبعض كتب الدين وغير ذلك من علوم المسلمين، فضلاً عن ترجمة كثير منها إلى لغاتهم والافادة منها خاصة تلك التي تبحث في العلوم الكونية والتطبيقية والبحتة، كالفلك والمزيج والرياضيات والهيئة، والطب والاقراباذين والميكانيكا والفيزياء والكيمياء والزراعة ونظم الري، وخواص المعادن والفلزات والاحجار الكريمة هذا ما جاء في تمهيد كتاب «الجوانب الثقافية التاريخية في المخطوطات العربية» للدكتور نصرالدين محمد صالح فرفور الذي تبنى مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة طباعته. وبيّن المؤلف مدى أهمية التراث المخطوط للمسلمين من الناحية التوثيقية التاريخية وقال: أثمرت هذه الحضارة الراقية علوماً كثيرة ومعارف وفنونا جمَّة، كان الورق هو الوعاء الأساسي لها لتدوين وحفظ ابداعات العلماء، وانتقالها في الآفاق، وعبر الأجيال والعصور للافادة منها وتطويرها بما يتناسب وحاجة كل عصر ومستجداته.
وقد جاء هذا الكتاب ليقدم لنا خلاصة تجربة المؤلف التي تمتد إلى ما يزيد على ربع قرن من الزمن بين نفائس المخطوطات وغيرها من نوادر المواد الأثرية والفنية الإسلامية بين نظر وتمحيص ودراسة وبحث. ويقول: عند البدء في إعداد هذا الكتاب لم يكن الوقت كافياً لاختيار ما يلزم البحث من المخطوطات التي تخدم هدفه تماماً، خاصة ان مخطوطات المركز ما زالت في طور الإعداد للفهرسة واستخدم المؤلف مجموعة من المخطوطات كان قد تم اختيارها مسبقاً لغرض آخر غير موضوع هذا الكتاب، ولها صور حاضرة.. وتناول بعض صور هذه المجموعة ليعيد النظر فيها وهو مطمئن في ذاته بصلاحيتها إن كانت تؤدي الغرض المطلوب.. ووجد كذلك ان كل مخطوطة هي وثيقة بذاتها ومحتواها، سواء أكان ما تحويه هو أصل نصها الموضوعي فقط أم كان نصوصاً هامشية مضافة في صفحاتها إلا انه في هذه الحالة عدّل في الأوصاف التحليلية للمخطوطات المختارة بما يتناسب وموضوع الكتاب وقام بوضع تعليقات تخدم غرض البحث بما في ذلك بعض ما ورد في نصوص هامشية توثيقية على بعض صفحات هذه المخطوطات وان لم تكن ظاهرة في الصور المعروضة كلها.. وبما ان المصادر والمراجع الخاصة بفهرسة المخطوطات معروفة عادة عند المختصين والمهتمين بعلم المخطوطات فإني لم أر ان أشير إليها مفردة في أسفل صفحات الأوصاف حتى لا تكون حشوا، واكتفي بذكرها في مسرد المصادر آخر الكتاب، ولقد اعطى المؤلف لكل مخطوطة موصوفة ومصورة في هذا الكتاب رقماً متسلسلاً عاماً، ورمزاً خاصا بها، إضافة إلى رقم للصورة يبيِّن عدد الصور المعروضة لهذه المخطوطة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|