سطوة الذهب: قصة استبداده بالقلوب والعقول تأليف: بيتر ل. برنشتاين. ترجمة: مها حسن بحبوح. الرياض: العبيكان، 2002م.
|
«كيف ترك الناس قطعاً من معدن تدعى (الذهب) تسكرهم وتستحوذ عليهم، وتأسرهم، وتذلهم، وتحلق بهم بعيداً في الخيال، لقد حرك الذهب مجتمعات بأكملها قضى على اقتصاديات وحوّلها إلى أشلاء، وحدد مصائر بعضهم على بعض لارتكاب أفظع الجرائم، وجعل الرجال يتكبدون المشاق أملاً بالعثور على ثروة سريعة للتخلص من الفاقة والقلق».
حول الذهب والباحثين عنه، يروي «بيتر برنشتاين» في هذا الكتاب، أحداثاً، تؤرخ لتطور عمليات ومغامرات البحث عن الذهب، وملابسات ذلك عبر سرد عشرات القصص والحكايات، التي تتناول أكثر الممتلكات الثمينة في التاريخ بعثاً على المجازفة والمؤامرة والغموض. يبدأ ذلك بسرد ذلك الافتتاح العجيب بالذهب في العصور القديمة، وصولاً لوصف دقيق للاضطرابات المعاصرة التي سببها الذهب وما ترتب عليها من نتائج. كان الذهب يؤدي بكثير من مالكيه أو الباحثين عنه، تلهفاً وتباهياً إلى نهايات مؤلمة، فقد كان الذهب هو الذي يمتلكهم لا العكس، وفي الوقت الذي ما زال ممكنا فيه سماع أصداء أخبار الاستحواذ واليأس تلك، تتردد أخبار أخرى عنه في أسواق المضاربات سريعة الحركة التي تسيرها الأجهزة الإلكترونية. تبدأ هذه الرواية بوصف مزايا الذهب السحرية، مروراً باختراع العملية النقدية وتحويل الذهب إلى عملة نقدية للتداول، وكانت كلما ازدادات أهمية الذهب كنقد، ازداد تعبيره عن القوة. كما تناولت الرواية عبر خطوطها العديدة مستقبل الذهب في عالم يبدو فيه وكأنه فقد مكانته، لينتقل إلى الحدود الخارجية للمال العالمي المتداول. تحفل صفحات هذا الكتاب بشخصيات لا تنسى من التاريخ تمثل مرحلة فورة الذهب ومستودع السبائك الذهبية الأمريكية في عصرنا الحاضر في منطقة «فورت نوكس fort nox» مما دفع المؤلف إلى التعرف على أسلوب التفكير بالذهب والتخطيط له عبر وجهات النظر المختلفة للملوك وضاربي العملة والحكام والسياسيين وأصحاب الثروات الخيالية وآخرين من أصول أكثر تواضعا.. يبدأ الكتاب باستعراض تاريخ الذهب وأحداثه مع الشخصيات التاليةك ملك اسيا الصغرى «كروبسوس» ومضارب روما الشهير «كراسوس»، والأباطرة البيزنطيون وعمال المناجم الفقراء، و«ماركو بولو» من البندقية، و«فرانسيسكو بيزارو» من إسبانيا، و«شارلمان» و«شارل ديغول» و«ريتشارد نيكسون» و«إسحاق نيوتن» و«ونستون تشرشل» والاقتصاديون البريطانيون «ديفيد ريكاردو، جن مينارد كينيز، كريستوفر كولومبس» والزاحفون وراء ذهب كاليفورنيا في أواسط القرن التاسع عشر.
إن من يقرأ فصول هذا الكتاب يلحظ في سردها تتابعاً زمنياً إلى حد ما، لكن القصة التي يرويها ليست تاريخاً كاملاً، ولا تحليلاً شاملاً لدوره في الاقتصاد والثقافة على الرغم من كثرة التفاصيل المتعلقة بتاريخ المال والمصارف. يقع الكتاب في «646» صفحة من القطع العادي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|