الإسلام والغرب من التعايش إلى التصادم تأليف: هالة مصطفى. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002م.
|
وتحت عنوان «الإسلام والغرب» بين حادثة 11 سبتمبر وفرضية صدام الحضارات، جاء تقديم الكتاب الذي تعرض للنتائج المباشرة وغير المباشرة لحادث 11 سبتمبر/ 2001م التي بدأت بالحرب على أفغانستان، ثم إثارة العديد من القضايا التي تناقش علاقة الإسلام بالغرب وفرضية صراع الحضارات والعولمة، وعلاقة ذلك بأحداث العنف المذكورة. مشيراً إلى الطبيعة التاريخية للعلاقة بين الغرب والعرب منذ الحملة الفرنسية على مصر، مرورا بالبعثات التعليمية إلى الدول الأوروبية التي كانت المنطلق الأساسي للنهضة الحديثة في مصر على يد مجموعة من الرواد في مقدمتهم الطهطاوي ومحمد عبده وطه حسين ولطفي السيد والتي خرجت منها مدرسة أخرى مغايرة للمدرسة الأولى تأثرت بأفكار رشيد رضا وحسن البنا وسيد قطب.
وقد استعرضت المؤلفة في هذا الجزء من الكتاب بعض الاعتبارات الأساسية التي تشكل في مجملها طبيعة العلاقة مع الغرب وأثرها على مسار مشروع التحديث والنهضة في العالم العربي ومنها:
أولاً: طغيان العامل السياسي على العامل الثقافي في مسار العلاقة مع الغرب أدى إلى تنامي الاتجاهات التي تدعو إلى التشكيك في الثقافة الغربية، ومعاداتها.
ثانياً: الأثر السلبي للتراكمات التاريخية على الذهن العام الشعبي العربي تجاه الغرب. من حروب وحملات عدائية.
ثالثاً: طبيعة السياسة الأمريكية في المنطقة العربية سواء فيما يتعلق بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي أو كيفية تعاملها مع ما عرف بظاهرة الإسلام السياسي بشكل عام والجماعات الإسلامية بشكل خاص عبر استغلال تلك الجماعات في النزاعات الأمريكية مع الدول المعادية.
رابعاً: فلسفة ما عرف أكاديمياً ب«صدام الحضارات» والتي يتجه إليها العديد من المفكرين والمؤرخين الغربيين، وتركز بشكل خاص على الصراع بين الحضارات ومن بينها الحضارة الغربية والإسلام.
خامساً: المتغيرات الدولية الحادة في النصف الثاني من القرن العشرين والتي ساهمت إلى حد بعيد في تعقيد تلك العلاقة بين العرب والغرب أو بين الإسلام والحضارة الغربية تأتي العولمة في مقدمة تلك المتغيرات والتي وعمقت تلك الفجوة بين العالم الغربي والعالم النامي الذي يتألف معظمه من الدول العربية والإسلامية.
فصول الكتاب:
الفصل الأول: التفاعل الحضاري بين الإسلام والغرب عبر التاريخ
وقد تناولته المؤلفة من خلال:
أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية: إن أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن أثر الحضارة الإسلامية على الحضارة الأوروبية هو الأديان السماوية الثلاث اليهودية المسيحية الإسلام التي ظهرت في منطقة الجزيرة العربية وقد كان وجود الشرق طاغياً على العهدين القديم والجديد اللذين شكلا وجدان الطفل الغربي ولا يقتصر هذا التأثير على العقائد الدينية إنما يشمل مجالات العلوم المختلفة التي منها، الطب والعلوم، الجغرافيا، الفلسفة، الأدب والفنون فعندما كانت أوروبا تعيش في ظلمات العصور الوسطى كان العالم الإسلامي يعيش في أزهى مراحله، ففي مجال الطب قضى الإسلام على الكهانة والشعوذة وأمر بالتداوي في حين كانت أوروبا تحرم صناعة الطب لاعتقادهم أن المرض عقاب من الله لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه كذلك امتلأت المكتبة الإسلامية بالكتب التي تحوي فنون الطب المختلفة منها كتاب القانون والحاوي وكتب في علم البصريات والكيمياء والفلك والجغرافيا والرياضيات.
كما يعتبر بطليموس من أبرز علماء الجغرافيا في العصور القديمة والمتفق عليه أن بطليموس قد نقل علوم من سبقوه من الفينيقيين العرب كما أن أوروبا لم تعرف بطليموس وكتبه إلا من خلال الكتب العربية كذلك كانت اختراعات ابن يونس والإدريسي والبيروني واكتشافاتهم السبب الرئيسي في نجاح رحلات الاكتشافات الأوروبية. وفي مجال الفسلفة ظهر العديد من الفلاسفة الذين تأثر بهم الفكر الأوروبي منهم ابن سينا والفارابي وابن رشد وأبو حامد الغزالي.
أما الأدب العربي فقد ترك أثره المباشر على الأذواق والموضوعات والأساليب اللغوية في الآداب الغربية وقد اقتربت أسماء طائفة من كبار الشعراء الأوروبيين وثبتت الصلة بينهم وبين الثقافة العربية بدرجة كبيرة ومن هؤلاء الشعراء بوكاشيو ودانتي وبترارك الإيطاليون وشوسر الإنجليزي.
الحضارة الأوروبية الحديثة وأثرها في النهضة العربية الإسلامية.
تناولت المؤلفة هنا مدى تأثر الحضارة الشرقية بالحضارة الغربية في العصور الحديثة منذ الحملة الفرنسية ودور طلاب البعثات الذين أرسلوا إلى دول أوروبا في نهضة مجتمعاتهم، كما استعرضت الأدوار التي لعبتها تلك البعثات في تقريب المسافة الفكرية بين الحضارتين.
الفصل الثاني: إشكالية العلاقة مع الغرب في العصر الحديث
شمل هذا الفصل عدداً من الموضوعات التي ساهمت في خلق تلك الإشكالية، منها:
الحملة الفرنسية على مصر في عام 1879 وما تلاها من اتصال مصر وأوروبا ودوره في تشكيل الفكر السياسي والاجتماعي، وظهور عدد من التيارات الفكرية المصرية والعربية.
تجربة محمد علي «1805 1848» حيث يعرض الفصل لكيفية تولي محمد علي السلطة عام 1805 بفرمان من الباب العالي نزولاً عند رغبة الشعب المصري والعقبات التي واجهت محمد علي الداخلية من مماليك وزعامة شعبية وكيف تخلص منهم ثم السلطان العثماني في الخارج وكيف استطاع أن يبني مصر الحديثة من جيش واقتصاد وتعليم.
الحركة الإصلاحية والنهضة الحديثة، حيث استعرضت المؤلفة مجموعة من رواد الفكر الإصلاحي كما وصفتهم منهم: رفاعة الطهطاوي، وقد عرضت لسيرته ومنهجه العلمي ومؤلفاته وأبرز أفكاره، جمال الدين الأفغاني كمصلح ديني: تناولت المؤلفة دعوته إلى الإصلاح الديني من خلال احترام منهج العقل وتحرير الفكر الديني من قيود التقليد وفتح باب الاجتهاد.
كما تناولت الأفكار السياسية التي تأثر بها الأفغاني ورأيه في الوطنية وموقفه من الاحتلال الغربي العسكري للبلدان الإسلامية ودعوته إلى فكرة الجامعة الإسلامية، محمد عبده والتوفيق بين العلم والدين: حيث تستعرض المؤلفة فكر محمد عبده من خلال مرحلتين متباينتين مرحلة النضال ضد الاستعمار الأوروبي مشاركاً الأفغاني في دعوته للوحدة الإسلامية في مواجهة الخطر الأوروبي، ومرحلة الدعوة لإصلاح المجتمع عن طريق تحسين نظم التعليم وإصلاح التربية والثقافة الإسلامية. ويقع الكتاب في «143» صفحة من القطع المتوسط.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|