شواعر الجاهلية
تأليف: رغداء مارديني دمشق: دار الفكر، 2002م.
|
يمثل الشعر في التراث العربي أبرز تجليات الإبداع الأدبي وأهمها، وقد كان ولعله ما يزال الأسلوب الأدبي الأوفر حظاً وقبولاً بين سائر الأجناس الأدبية لدى الناس بميولهم وعصورهم ومستوياتهم الفكرية المختلفة. وقد اشتركت المرأة مع الرجل في صياغة هذا الفن الإنساني الجميل منذ القدم، وكانت مبهرة في بعض أغراضه وألفاظه.
وهذا الكتاب يتناول نشاط المرأة الشعري في العصر الجاهلي حيث يحتل شعر النساء في هذا العصر أهمية خاصة، وذلك لما حفلت به كتب التراث من أشعار وأخبار متناثرة ترصد من خلالها تلك الفترة الزمنية من تاريخ المرأة العربية قبل الإسلام. وتمهيداً لذلك عرضت الباحثة لترجمات مفصلة نسبياً عن ثلاث وستين شاعرة جاهلية، وممن وردت لهن دواوين أو مقطوعات أو حتى مجرد أبيات قصيرة.
فتناولت حياتهن وما يتصل بذلك من الأسرة والشخصية والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية. ثم تناولت بالتحليل ذلك الإنتاج الشعري الذي أمكن تدوينه، عبر دراسة فنية لموضوعاته وأغراضه وخصائصه ومدى انتمائه إلى عالم الشعر في ذلك العصر المشهور بأعذب الشعر وأقواه، والزاخر بفحول الشعراء. وقد حاولت الباحثة الكشف عن الاختلاف النسبي بين شعراء ذلك العصر وشاعراته فيما يليق الحديث عنه في غرض من أغراض الشعر، كموضوع رثاء القتيل، حيث يقوم شعر المرأة هنا بالدور التحريضي للأخذ بالثأر.
ولعله من نافلة القول إن الكثير من الحروب التي وقعت في الجاهلية وعرفت بأيام العرب، كانت في معظمها استجابة لهذا التحريض الذي بثته المرأة الشاعرة في ذلك العصر، ومن هنا جاءت تسمية البعض منهن باسم «الموثبات» أي المحرضات على القتال.
ولم يكن هذا هو المجال الوحيد الذي اختلف فيه الشعراء والشاعرات في ذلك العصر، فقد رصدت الباحثة وجوه الاختلاف في التناول بين هؤلاء وهؤلاء في مجالات القول الأخرى، خصوصا في موضوع كالنسيب أو الغزل.
أما فيما يتعلق بلغة ذلك الشعر النسائي وأساليبه، فقد أبرزت الباحثة ما تميزت به تلك اللغة من بساطة ووضوح إلا في النادر، عندما تستخدم الشاعرة مفردات متعلقة بالعادات والتقاليد الخاصة بالبيئة، حيث اتضح من خلال هذا التناول، أثر البيئة الجاهلية بتقاليدها وأعرافها وعناصرها الطبيعية المادية في بناء أولئك الشاعرات لصورهن الفنية. ثم عمدت الباحثة إلى المقارنة في مواضع متعددة بين الخصائص الفنية في شعر المرأة ونظائرها في شعر الرجل.
وفي الجزء الأخير من الكتاب جمعت ما أمكنها من شعر أولئك الشواعر في ديوان، عالجته معجمياً بالترقيم والضبط والشرح.
كما ألحقت بالديوان تخريجاً لقصائده، ذكرت فيه مصادر كل قصيدة، وما اتصل بها في بعض الحالات من اختلاف في نسبتها لأكثر من شاعرة. يقع الكتاب في «400» صفحة من القطع العادي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
