سوف أكبر.. «مهداة إلى أطفال العراق» بديعة كشغري *
|
أنا لا أبتغي منكم
أموراً مستحيلهْ
لا..ولا أرتجي وعداً زائفاً
أو قرارات بديلهْ
أنا طفلٌ طالع من أور وأشور وبابلْ
فارفعوا عن مهد حضاراتي
القنابلْ
اتركوني أرضع من عذب فراتي
أرشف
من دجلة إكسير حياتي
أشرع نافذة الحلم
وأبواب الصباحات الجميلهْ
***
أيها الغازون.. السارقون
حليبي ودوائي..
كيف أكبر..!
عشرةُ أعوام وأكثر
وقذائفكم بالحقد ترميني وتغدر
عشرةُ أعوامٍ
وقذائفكم بالحقد ترميني وتغدر
عشرةُ أعوامٍ
و«عاصفة الصحراء»
تمتصُّ دمائي
عشرةُ أعوام
هي من عمري
قصة حلمي وإبائي
كل يومٍ يتوارى الحلم
يغدو
سراباً في سمائي
***
عشرةُ أعوامٍ وأكثر
شاخص في خرابٍ وانكسار
نابت من جرائم جندٍ واحتضار
أبحثُ عن قوس قزح
أسأل أين الفرح
من تُرى يرفع عن وجهي
كوابيس الحصار
هي لعبة التاريخ
نفوذ النفط
أم «عولمةُ» الدمار..
***
إنني كالدمية لا أعرف
ما يجري ويدور..
أهوَ الموت بأكواخ اليتامى
يا صانعي كفني
أجيبوا..
إنني طفل يكتوي بأحابيل «النشامى»
يتلعثم في لغمٍ أسئلةٍ
تفجِّرها حماقات الكبار..!
***
آه ما أصعب أن تسلب من طفلٍ
أهازيج الطفولة
آه ما أبشع أن يتوارى الحق
يضحي الزَّيفُ
شعاراً للبطولة
آه لو بيدي
أستعيد سيرة سيرتي
ولو شيئاً ضئيلاً أو قليلا..!
زهرةُ الله في الأرض أنا
فاتركوني مع الأطيار أشدو
عل مأساتي في موتي تخصب
نجماً وتواشيح نبيلة
وارفعوا بارود شظاياكم
عن رحمِ أمي
فأنا من سرِّ جلجامش أولد..
لا أبالي بطراوة لحمي
أو تفاصيلي الخجولهْ
فغداً أنمو/ أتسامق
تصدحُ في صدري
هتافات الرجولهْ
وغداً سوف أقضي على حقدٍ قابيل
في ردى أنفسكم
أقصي عنكمو ظلمة الجهل
وآثام سلالات دخيلهْ
نعم سوف أكبر أتسامق
رغم الجرم..
رغم الجرح
لأني لست طفلاً
بل شعبُ إرادادت
لا يرضخ/ لا ينحني للظلم..
لا يعرف «المستحيلا»
* أوتاوا 8 مارس 2003
شاعرة وكاتبة سعودية
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|