الثقافة التقليدية تهدد كيان الإبداعات الفكرية الشابة وتقتلها التصور الأكاديمي لا يمنح الابتكار العلمي حوار/ صالح عبدالعزيز البدر
|
الفن ملكة لا ريب في ذلك سواء كان شعراً أو نثراً «قصة أم مسرحية أم مقالاً» أو رسماً.. يهيج إبداعه القلوب ويوقظ الأفكار ويهز الكيان.. ملكة تخلق مع الفطرة ثم تفتحها التربية وتنميها الدراسة وتصقلها التجربة وتفجرها الأحداث.. كل تلك العوامل اجتمعت في الفنان والأديب عبدالرحمن بن علي المريخي.. فغدا نجماً من نجوم الفن وعلماً من أعلام الأدب.. لأن الأدب عنده رحيق فيض الشعور الإنساني كالعسل حلو المذاق وفيه منافع للناس.. من داخل مكتبه «رئيساً لجمعية الثقافة والفنون بالاحساء، أو الحوار التالي.
تهدد كيان الإبداعات الفكرية الشابة وتقتلها
الثقافة التقليدية شلَّت الإبداع الفكري
* أين يقف مثقف اليوم من الثقافة الحديثة؟؟ وأين اسهاماته في الإنتاج العلمي الخاص؟
توجد فئة تتجه نحو الثقافة الحديثة بشعرها ونثرها وإبداعاتها الأخرى ولكن أصابها نوع من الاحباط واليأس بسبب الهجوم الشرس من قبل بعض المحافظين على الثقافة التقليدية السائدة مما عطّل كثيرا من المشروعات الإبداعية الشابة واربك الساحة الثقافية التي تمخض عنها انتاج رؤية واحدة من الثقافة المسموح بها.. بمعنى آخر واجهت الثقافة الجديدة حركة مضادة من الارهاب الثقافي اغتال تنوعها وتميزها وتجددها وصبغ الثقافة بنوع من السادية والاستبداد الفكري والقداسة التي تنفي كل ما من شأنه العمل على تطوير الفكر الثقافي والإبداعي المحلي فكأن هذا الفكر الإنساني نص ثابت لا يقبل التغيير. وقِلّةُ اسهاماته العلمية راجعة إلى قصور في الدراسة الأكاديمية التي لا تمنحه فرصة البحث والابتكار والإبداع العلمي والمشاركة الفعالة في العمل الميداني والإنتاج العلمي الذي نحتاج إليه.
الأدب المسرحي ينقصه مهارة الكتابة
* تخلو الساحة الأدبية من الإنتاج الثقافي وخاصة في مجال الأدب المسرحي، فما هو رأيكم في هذا العزوف؟
المسألة لا تقتصر على الساحة الأدبية المحلية بل هي اشكالية عامة تعم كافة الساحات العربية لأن الأدب المسرحي يعد شكلاً من الأشكال الأدبية وكذلك قلة الاقبال على هذا الجانب من القراء عَمِلَ على عدم الاهتمام بالأدب المسرحي والعزوف عنه.
شعر الحداثة
امتداد من الماضي
* شعر الحداثة تلتقي عنده كل الروافد في عملية مخاض طريفة شاملة ينبجس عنها مستحلب نجد فيه الماضي والحاضر والمستقبل فما رأيكم فيمن يتعصب ضده؟
شعر الحداثة كما تسميه شكل من الشعر العربي تطور عنه وما يدعيه البعض بأنه تأثر بالتيارات الفكرية الغربية مغالطة واساءة للفكر العربي فكأننا غير قادرين على الإبداع والابتكار بل خاضعين تماماً للتأثيرات الغربية ورياحها وهذه غلطة كبيرة ولابد من الاعتراف ان الحضارات تستفيد من بعضها كما حصل للحضارة الإسلامية سابقاً استفادت من الهندية والاغريقية وغيرهما من الحضارات المجاورة ولدينا نماذج شعرية عربية تنحو نحو تطوير القصيدة والخروج بها إلى فضاءات إبداعية رحبة وهذه معروفة لدى الباحث العربي يشهد على ذلك شعر أبي تمام وأبي نواس وشعراء العصر العباسي الذي يعد من العصور الذهبية اللامعة للأمة الإسلامية. وعندما تم تحجيم الفكر واقصاء الشعر سقطت الحضارة في اشكالات التقليد والتكرار والسطحية والدونية والشعر هو الآخر بقي يعاني من جراء هذا التخلف والتسلط على المحاولات الجديدة والإبداعات الحديثة، وأنا أتفق معك ان التعصب والتعنت على شعر الحداثة يهدد كيان الإبداعات الفكرية والثقافية برمتها ويعمل على طرد المحاولات الشابة وقتلها وعدم الاعتراف بها والعزوف عنها ونفيها من سياق الفكر والإبداع والاكتفاء بما هو سائد ومألوف.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|