هِيَ للثقَافَةِ فَرحَةٌ خَضْراءُ |
هيَ للثقافةِ دَوحَةٌ غَنَّاءُ |
كلُّ العقُول إليكِ تَهْفُو، إنها |
ظمْأى، وأنتِ الغَوثُ أنتِ سِقَاءُ |
عَلَتْ الجزيرةُ شَأْوَها، وتعدَّدتْ |
فيها مَجلاَّتٌ لهَا أضَواءُ |
سوف الثقافَةُ في الجزيرة تَنْتَقِي |
وَرْداً نديَّاً إنها الفِيْحَاءُ |
مِن كلِّ ناضِرةٍ سنقْرأُ سَامياً |
أدباً، وعِلْماً، ينتشِي الشُّعَراءُ |
إنَّ الجزيرةَ ذاتُ بُعد ضاربٍ |
في الروح، في الوجدان عَمَّ غِذاءُ |
يا واحةً طابَتْ بها وتأرجَتْ |
أزهارُها هَلْ لي إليكِ ندَاءُ؟ |
إني أنادي مِن فؤاديَ راجياً |
صدقَ العطاءِ، وليس فيه غُثاءُ |
يا إخوتي أهلَ الثقافَة إنها |
خيرُ الصحائفِ أجْلكمْ وَرقَاءُ |
تَشْدُو بما تُعطونَ مِنْ وُجدانكم |
فامْضُوا، فأنتمْ زادُها وَرُوَاءُ |
هَل تَرجِعَنَّ ثقَافَتيِ لعُصُورها |
زَهْواً، ويُحيْي مجدَها الأدباءُ |
يا كلَّ رُواد الثقافةِ إنها |
نادٍ بلاَ حَد لكمْ وَلِقَاءُ |
ابْنُوا حَياةَ القَادمين بفكِركمْ |
يُعْطِي الأديبُ ويزدهي العلماءُ |
هيَ للثقافة دَعْوةٌ مفتوحَةٌ |
فَلَها التحيةُ، والهوىَ، ورضَاءُ |
يا قَادةَ الأفكار إنَّ جَزيرتي |
هي في الحقيقةِ قَلْعةٌ شَمَّاءُ |
ضدّ الجهالةِ، ضِد كلِّ تَهاونٍ |
في سَاحَةِ التثْقيف، نعم مضَاءُ |
إني لأُعطيها فؤاديَ صَادقاً |
والعقلَ، ليس عن الحبيِبِ غَنَاءُ |
إني لأعلمُ عَنْ يَقينٍ أنها |
كل الثقافةِ، منبرٌ، وعَطاءُ |
يا كلَّ أقلامٍ تحرَّرَ فِكرُها |
مِنْ مَيْل عَقْلٍ، أو لهُ أهواءُ |
الحقُّ أجدرُ أن يكون سبيلنا |
والخيرُ أعظمُ، والكلامُ جزاءُ |
كمْ مِن عماليقِ الثقافةِ خُلِّدُوا |
هُمْ حَيْدةٌ وثقافةٌ بيضَاءُ |
تمضِي الحياةُ وسوف تبقَى سيرةٌ |
والذكرُ لا يَعلُوهُ ثَمَّ فَنَاءُ |
قُلْ يا رَحيبَ ثقافة ومَعارفٍ |
ما فيه صِدْقٌ خالصٌ وشفَاءُ |
كلماتُكَ البيضَاءُ تُبْرِئُ عِلَّةً |
بالقلْب، كمْ عَقْلٍ بكم سيُضَاءُ |
الرافِعيُّ ومثلهُ العقَّادُ كَمْ |
صَدَقُوا فَها همْ أنْجُمٌ زهْراءُ |
والمنفلوطيُّ الذي عَبَراتُهُ |
نَظراتُه، صَدقَتْ له الآراءُ |
وكمثله الزياتُ، أيضاً حافظٌ |
شَوْقي، وسَامِي كلُّهمْ أُمنَاءُ |
إن الجزيرةَ إذ تُتيحُ لَنَا هُنَا |
إصْدَارها لثقافةٍ لَثَنَاءُ |
تُغْني عن الأوراق تُنثَرُ دون ما |
وَعْيٍ، ويُنَسَى ما بها ويُباءُ |
تُغْنيك عن كتبِ الثقافة كلها |
تُعطِيك جَوهرها وليس عَناءُ |