سيرة البدء الروائي تركي الحمد: أعد حالياً عملاً روائياً عن «أحداث 11 سبتمبر» لا أحبذ نشر الأعمال الروائية عبر الصحف لأسباب عدة إعداد عبدالحفيظ الشمري
|
استطاع الأديب المفكر والروائي البارع الدكتور تركي الحمد أن يقيم منهجه الأدبي والابداعي بطريقة فريدة تختصر تلك المسافات التي توجد عادة بين الكاتب والمتلقي، لنجد أن «الحمد» وبإيقاع فني متسارع قد قطف ثمار التجربة الكتابية حيث شكلت مؤلفاته الروائية «الثلاثية» وما لحقها بعداً تعريفياً مهماً مهد الطريق لأن يكون أول المداخلين عن المشهد السردي، فقد اتسمت روايات الدكتور تركي الحمد بالجرأة ونبش المسكوت عنه منذ عقود حتى أضحت التجربة الروائية بعد طروحات «الحمد» مادة ثقافية وأدبية قوية الحضور في العديد من الفعاليات، والمناشط المنبرية والإعلامية.
نحن هنا ومن خلال «المجلة الثقافية» وتحديداً عبر زاوية «سيرة البدء» حاولنا اضاءة الحالة الأولى للمشروع الكتابي لدى الدكتور تركي الحمد لاسيما العمل الروائي ليأخذنا سياق المحاورة نحو أحدث الاصدارات لديه، بل وعرجنا معاً على تجاربه السابقة في مجال الكتابة الروائية.. فها هي «سيرة البدء» تداخل الدكتور الحمد على هذا النحو:
* د. تركي الحمد.. بزغ نجمك الابداعى فور تلقف القارئ ثلاثيتك الشهيرة «أطياف الأزقة المهجورة».. ترى إلى أي مدى انشغلت بترتيب ظهورك الأول أمام القارئ؟
لم أهتم بأمر كهذا.. إنما ما أردت أن يصل إلى القارئ هو ذلك الألق الطويل من المواقف المثيرة للدهشة.. فكانت الثلاثية أملاً مهماً، وطموحات عزلاء انسانية المنظور.. غنية في جلال ألمها، مناضلة للخروج من العادي والسطحي والمألوف.
كنت تواقاً إلى أن يصل العمل إلى مستوى الرضا.. فكان لي ما أردت تقريباً.. لم أعد أرتب أي أمر يصلني بالقارئ سوى هذا الكم الهائل من السرد المتسم بالصراحة نوعاً ما.
* د. تركي عملك الروائي الجديد تحديداً هل ستقدمه للقارئ من خلال الصحافة أو مواقع الانترنت؟ وهل ترى أن ما يقدم من ابداعات من خلال هذه القنوات هو كافٍ لانتشارها؟
أعد هذه الأيام عملاً روائياً استنطق فيه أهم حدث وقع في العالم «أحداث 11 سبتمبر» وأحاول أن أبني في هذا السياق مفردة اجابة واضحة لا تقبل الجدل الطويل حول ما هية هذه الأسئلة المحيرة عن أسباب اقدام مجموعة من الشباب على هذه الخطوة التي تعد هي الأخطر في التاريخ الحديث.
كلنا نعلم أن هؤلاء الشباب الذين قادوا تلك الطائرات في رحلة الموت نحو أبراج التجارة العالمية كانت لديهم جملة من الأسئلة المقلقة والمحيرة تلك التي تبدأ من تاريخهم الأول في اعلان الجهاد على يدي مؤسس مفهوم «الجهاد المقدس» الشيخ عبدالله عزام حتى موته أو اغتياله عام 1987م وما تلاه من «ألغاز» تتمثل في تاريخ هذا الحادث الذي جعل الأمر يزداد غرابة وفرادة.
* إذن د. تركي ستكون أحداث روايتكم مؤرخة لهذه الأحداث.. لكن كيف ستكون رحلة السرد في هذه العوالم؟
نعم.. لن تخرج روايتي عن هذا المفهوم الذي تكونت معطياته عن هؤلاء الشباب الذين أقدموا على فعل هذه المواجهة وستكون روايتي الجديدة سرداً متخيلاً لأحداث حقيقة، لأن سرد هذه الأحداث لاسيما إذا كانت معينة وحقيقية ستجعلك تتأمل أبعاد هذه الحقائق، ولأضرب لك مثلاً على هذا الأمر أن هذا «الحادث» بما يحمل من تبعات ومضاعفات وحقائق تتكشف هو مثل المحارة حينما تكون مفتوحة وتسقط فيها حبة رمل لتراها وقد أخذت تنسج حولها مكونات أخرى حتى تطبق المحارة على خلق لؤلؤة.. فالأمر فيما يبدو يتجسد على هذه الهيئة فحينما نبني بعض التصورات حول حدث معين تكون الرؤية دائماً حقيقية وإن كانت لا تخلو من الخيال المطلوب أحياناً..
* د. تركي الحمد حينما كتبت أعمالك الأخرى هل كانت تشغلك طروحات التحول الأولى في بناء حياتنا المعرفية والإعلامية التي شهدت تحولاً جذرياً في حياة مجتمعنا؟
لدي تجاربي الخاصة في بناء الرواية فقد كنت أعمد إلى أن ابتعد عن هياج اللغة.. وعن تلك المحسنات اللفظية من أجل أن تكون الفكرة واضحة لا لبس بها تماماً مثلما فعلت في روايتي «جروح الذاكرة» حينما جعلتها مادة متخيلة تنبثق من الواقع الذي عاشته منطقة «نجد» تحديداً إذ حاولت في هذا السياق السردي أن أبين جانبي هذه المعادلة المتمثلين في حياة الفقر سابقاً ثم انتقالنا إلى الغنى.. وهأنا في هذا العمل الروائي الجديد أحاول أن أصوغ واقعنا الآن على ضوء هذه الأحداث التي عصفت في العالم.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|