في نظرية الرواية «1ـ2»
أولاً: الرواية من منظور التراث العربي
سلطان سعد القحطاني
|
اتخذت الرواية في التراث العربي فعل الماضي منطلقاً لها، كفعل بداية مطلق ليس له بداية ما لم يحدد بزمن تحدده حادثة تاريخية، وما كانت بداياته بالفعل الأسطوري والموروث الشعبي، الذي حددته حادثة الإرث الفني بالفعل الثقافي إلى موروث متناقل بالمشافهة قبل زمن التدوين، ويروى بالمعنى أكثر من التمسك بالنص، لذا يلعب خيال الراوي الدور الكبير في صياغة الحدث، فقد يضخم الراوي الحدث لصالح فئة ما، وقد يكون عكس ذلك.
وانطلاق أحداث الرواية من هذا المنظور يعتمد على فعل الماضي، اعتماداً على الظرف التاريخي، ويحتاج إلى ناقل ماهر يجيد الحفظ وفن الالقاء الشفوي، قبل التفريغ على الورق.
ويعتمد هذا النوع الشفوي في بداياته بالطبع على قول الراوي الغائب «قال الراوي..» وهي ملكة تفرَّد بها نفر دون غيرهم، ولم يلتفت إليهم أحد من الخاصة، الذين يعرفون بالملوك والأمراء وكتَّابهم في الدواوين، ولم يكن يمتهن الكتابة إلا الغلمان من الموالي، لاثبات قدرتهم بين أبناء القبائل العربية، الذين تولوا القيادة في الجيش والولاية في الأقاليم المفتوحة بعد انتشار الإسلام «ويقرر الأستاذ أحمد أمين في كتابه «فجر الإسلام» أن القصص قد نما في العصر الأموي بسرعة، لأنه يتفق مع ميول العامة،،» والعامة هنا تعني بطبيعة الحال غير الملوك والوزراء وكتَّاب الدواوين، أي كل الناس.
إن تطور الكتابة الديوانية على يد عبدالحميد الكاتب وأستاذه سالم، «مولى هشام بن عبدالملك» قد خدم القصة، من وجهة نظر الدراسة التاريخية، بل من وجهة نظر التدوين نفسه، وإذا كان الدكتور طه حسين قد شك في مصداقية الشعر الجاهلي، فمن باب أولى أنه قد رفض وجود القصة، كشكل روائي منقول على لسان الراوي، فأين نحن من القصص الواردة في القرآن الكريم والقرآن يهتم بثلاثة عناصر مهمة في الرواية، والقصة المروية:
الأول: الحدث، بصفته العنصر الأكثر أهمية.
الثاني: المكان باعتباره، وحدة فضاء تتجول من خلالها الشخصية.
الثالث: الشخصية، باعتبارها المحرك الأساسي للعنصرين السابقين.
هذه هي العناصر الأساسية في الرواية، وقد شجع الإسلام على التعامل معها لترسيخ القيم وأخذ العبرة والموعظة، فنجد الأحداث المخيفة التي حدثت للأمم والأشخاص، سواء على المستوى الجماعي، أو المستوى الفردي، كقوم تبع، وأصحاب الأيكة، وقوم لوط، والأسماء الفردية، فرعون، هامان، يوسف، هارون، موسى، زوجة فرعون، زوجة لوط.. والمكان، يثرب، مكة، الاحقاف، اليم، مدين طور سيناء، إرم.. واضحة ومحددة بعوامل تدل عليها.
الشخصية: موسى، شعيب، إبراهيم، الخضر..
إن هذه القصص أثبتها النص القرآني الكريم و بطبيعة الحال سيكون هناك قصص لم يثبتها.
ولكن كيف وجدنا شعراً جاهلياً، ولم نجد مروية؟
يتبع
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
