العولمة والإرهاب حرب أمريكا على العالم مجموعة من المؤلفين ترجمة د. حمزة المزيني عرض وقراءة: علي سعد القحطاني
|
لاحظ بعض الزملاء كما يقول الدكتور حمزة بن قبلان المزيني في مقدمة كتابه انني تعرضت لترجمة بعض المقالات عن الانجليزية التي يكتبها بعض الكتاب الغربين والأمريكين خاصة عن الوضع في منطقتنا، وبالأخص عن الوضع الفلسطيني وصلته بسياسة الولايات المتحدة في المنطقة وأخذ المزيني يوجز الأسباب التي جعلته يصرف جهده إلى ترجمة تلك المقالات في نقاط:
يعمل اليمينيون في الإدارة الأمريكية والصحفيون الخاضعون للنفوذ اليميني والإسرائيلي والمؤيدون لسياسات إسرائيل في الولايات المتحدة على تعميم الانطباع بأن الشعب الأمريكي يقف كتلة متراصة وراء سياسات الإدارة الأمريكية في المنطقة، وهو ما يعني تأييده لسياساتها المنحازة ضد الحقوق الفلسطينية والحقوق العربية بصفة عامة.
وكأن هؤلاء يوحون للعرب بأن الموقف المعقول الوحيد الذي يمكن للعرب أن يتخذوه هو العداء لكل ما هو أمريكي. وإذا ما نجحوا في تجييش العرب لتيخذوا هذا الموقف صار من الممكن لهم أن يعودوا إلى الشعب الأمريكي لينقلوا له موقف العرب العدائي الحقيقي من أمريكا! وبهذا يستطيعون أن يجيشوا الشعب الأمريكي ضد العرب وقضاياهم.
2 تحرص كثير من الصحف الأمريكية على تصوير الأمريكيين كأنهم يجهلون تعقيدات القضايا السياسية في المنطقة وكثيرا ما نجد هذه الصحف تحاول أن تسكت، عن طريق الاستهزاء في كثير من الأحيان، من يتكلم خارج الخط العام الذي تنتهجه وتصفه بأنه لا يدري ما يقول وهذا ما أشار إليه الصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقاله الذي صار موضوعا لنقاش واسع في الولايات المتحدة «Fear And Learning In America» الخوف والتعلم في أمريكا»، ونشرته جريدة الإندنبدنت البريطانية في 16 أبريل». ويصور هذه الطريقة ما نقله عن صحيفة Iowan Daily: إن كثيرا من الأمريكيين لا يستطيعون فهم الوضع في الشرق الأوسط، كما أنهم لا يستطيعون التعبير عن آرائهم عنه».
3 وترجمة ما يكتبه بعض الأمريكيين واجب من زاوية اخرى، فإلى جانب تصويرها لتيار عريض من الرأي العام الأمريكي، فهي أقل نوع من رد الجميل يمكن أن نقابل به هؤلاء الكتاب الشجعان الذين يعلنون تمردهم على الابتزاز والتجهيل الذي حاول أنصار إسرائيل تعميمه في المجتمع الأمريكي.
فمن باب الاعتراف بجميلهم وتقدير شجاعتهم يجب أن نقول لهم إننا نحتفي بما تكتبون ونترجمه ونقرأه ونتفاعل معه.
4 وفي ترجمة مثل هذه المقالات فائدة لنا كذلك ذلك أنها تساعدنا حين نقرأها على اجتناب الوقوع في خطأ التعميم الذي خلق ولا يزال يخلق لنا أعداء كان يجب أن يكونوا أصدقاء لنا فتجعلنا هذه المقالات المترجمة نتواصل مع شرائح واسعة في المجتمع الأمريكي لاتريد بنا شرا، بل تعمل من غير طلب منا على أن تقف في صفنا وبقراءتنا لما يكتبه هؤلاء نستطيع أن نفسد خطة اليمينيين وأنصار إسرائيل الذين يجهدون في بناء أسوار عالية بيننا وبين تلك الشرائح الحرة في الولايات المتحدة لتحجبهم عنا وتحجبنا عنهم لكي يستفردوا بهم ويضيقوا عليهم ثم يجيشونهم ضدنا ليستفردوا بنا.
ولعل قارئا يتساءل عن السبب الذي يجعل هؤلاء الكتاب يعارضون سياسات حكومتهم الأمريكية ويكمن الجواب فيما عبر عنه تشومسكي في قوله: إن المواطن في دولة ما مسؤول عن ما تقوم به تلك الدولة لذلك فإن واجبه أن يكون رقيبا عليها، ناقدا لها، محتجا على ما ترتكبه ضد مواطنيها أو ضد الشعوب الاخرى.
ولعل في المحاضرات والمقالات والبيانات التي يتضمنها هذا الكتاب دليلا على أن في الولايات المتحدة وفي الغرب عموما أناسا يتميزون بضمائر حية ويقفون في وجه سياسة حكوماتهم غير العادلة ضد الشعوب الأخرى وبالأخص الشعب العربي وهؤلاء يستحقون من جهة أخرى، أن نقف في صفهم وأن نتعاضد معهم ونمدهم بما يحتاجون إليه من التأييد المعنوي.وسوف يلحظ القاريء أن لنعوم تشومسكي، الناقد الاجتماعي والسياسي وعالم اللسانيات الشهير، حظا أكبر من الآخرين في عدد المقالات المترجمة وليس هذا غريبا، ذلك أنه اشتهر بكونه المفجر الاول لثورة اللسانيات الحديثة في أواخر الخمسينيات من القرن الميلادي المنصرم ومما يعبر عن مكانته في هذا الحقل وغيره من العلوم ما تقوله المجلة الأمريكية المعروفة The nationعنه:
«يعد نعوم تشومسكي واحدا من اهم مصادر المعرفة العلمية وإذا لم يسبق لك أن قرأت شيئا مما كتبه فذلك علامة على أنك تعاني من جهل متأصل». وهو واحد من أشهر المعارضين للسياسات الخارجية للولايات المتحدة ومن أكبر المناهضين للسياسات الإسرائيلية.
وقد بدأ نشاطه في المعارضة السياسية منذ وقت مبكر، إذ كان أحد قادة الحركات المناوئة للتدخل الأمريكي في فيتنام وفي أمريكا الوسطى واللاتينية منذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين وله عدد كبير من الكتب والمحاضرات والمقالات ينتقد فيها تلك السياسات نقدا جذريا قويا.
وربما يلحظ مرة أخرى القارىء كذلك ما يشبه أن يكون تكراراً في المقالات التي كتبها «تشومسكي» لكن هذا ليس تكراراً، بل هو استخدام المعلومات نفسها في سياقات مختلفة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|