وميض افتتاحات بدون حضور عبد الرحمن السليمان
|
هذا هو حال الكثير من المعارض الفنية التشكيلية التي تقام في المنطقة الشرقية على الخصوص افتتاح بدون حضور لكن هذا لا نستثني منه معارض أخرى تقام في الرياض أو جدة أو غيرهما.
لدي أكثر من مثال على الحضور المحدود جداً، ذلك عندما أقام الفنان إبراهيم النغيثر معرضه في قاعة إبداع في القطيف واقتصر الحضور في هذا الافتتاح على قرابة الخمسة عشر شخصاً، بعضهم من أقرباء الفنان وأصدقائه ورفقاء دربه ممن حضروا من خارج المنطقة، كذلك معرض سليمان السريع الشخصي الذي أقامه في قاعة مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالدمام.
معرض آخر افتتح في الخبر نظمته قاعة التراث العربي لعدد من الفنانين التشكيليين السعوديين والعرب والأجانب بمناسبة افتتاح القاعة في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، هذا ينطبق أيضا على بعض المعارض الأخرى التي تنظمها بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة، ولم أزل أتذكر معرضاً نظمته الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمكتب الدمام قبل قرابة العشرة أعوام لم يحضر هذا المعرض إلا موظفون في مكتب الرئاسة بالدمام بينهم بعض الفنانين التشكيليين العاملين في المكتب.
أعتقد أن الافتتاحات الشكلية للمعارض لم تعد مجدية في ظل هذا التناقص في الحضور وبالتالي فإنه لابد من معرفة الأسباب التي تدعو لذلك.. في حالة معرض النغيثر أو السريع ربما هناك أسباب أقرب إلى الشخصية، لكن معرضا كالذي نظمته قاعة التراث العربي فلعل من الأسباب الداعية لعدم الحضور هو في إطار العملية التنظيمية، العرض ليس جديداً إلا بفكرة دعوة شخصيات معينة يمكن لها أن تضيف بتواجدها في المعرض شيئا من الحيوية التي أخذت بعض معارضنا تفتقدها وهي ما تقوم على تقديم جديد يمكن أن يثير في الفنانين والمتابعين فضول المتابعة وبالتالي التواجد خاصة من الفنانين أنفسهم والذين أصبحوا يمثلون شكلاً من التفاعل المطلوب في مثل هذه المعارض. يبدو أن حالة من الإحباط تنتاب البعض من الفنانين لأسباب متعددة من بينها أن الافتتاحات الرسمية بدت مملة وغير ذات فائدة وكأن المفتتح يأتي ليستمع فقط ثم تلتقط معه الصور الإعلامية أو التذكارية، دون أن يخرج ولو بعمل واحد يقتنيه من معرض جماعي أو شخصي يمكن أن يجامل به الفنان، بينما بعض الفنانين أو الجهات هي التي تهدي المفتتح لوحة أو منحوتة نظير الافتتاح. في معرض التراث العربي غاب الفنانون حتى عن وسائل الإعلام التي حضرت في يوم تال، لإجراء مقابلات أو حوارات مع المشاركين. في كثير من المعارض الجماعية أو حتى الفردية هناك الجمهور الذي ينتظر من الفنان شيئا من الثقافة الفنية التشكيلية في حين تجد معظم هذا الحضور أو الجمهور إما مجاملاً أو من الأقارب، ومع ذلك ومن خلاله يكون شكل التفاعل مع المعرض في عمومه أو الأعمال مبديا رأيه بعدم الفهم خاصة عندما تتجاوز الأعمال بعض المفاهيم السطحية أو المباشرة في الفنون فأكثر ما يعنيه هو فهم العمل الفني بشرح تفصيلي قد لا يقدر عليه الفنان أو لا يميل إليه، أيضا غياب رجال الأعمال الذين يمكن أن يساهموا في اقتناء أعمال فنية ترفع من معنويات الفنانين وتؤملهم على أن تجد لوحاتهم من يقدرها ومن ثم يقتنيها، ربما النسب المرتفعة التي تؤخذ نظير بيع الأعمال عند بعض القاعات تحبط عزيمة الفنان ولا تجعله يتفاعل أو يتفاءل باقتناء أي من أعماله، كذلك أن كثيراً من المعارض المقامة تبدو هزيلة ودون المستوى المطلوب هذه النقطة من أهم الأسباب الداعية لغياب الجمهور. أرى أن الإعلام عليه دور في متابعة الأنطشة التشكيلية لكنه في الغالب لا يعنيه إلا المفتتح وشخصيته التي معها يمكن أن يمنح المعرض الاهتمام المناسب والمتناسب مع الشخصية المفتتحة.
aalsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|