هَيَّأْتُ من زَمَنٍ وقودي(1) |
لِلَظَاكِ... من رَنْدٍ وَعودِ |
وَسَأَحْطِبَنَّ لكِ الضلوعَ |
إذا سَعَيْتِ إلى مَزيدِ |
لستُ البخيلَ وإنْ رثى |
جَمْرُ الضنى بستانَ جودي |
ثَرٌّ وما ملكتْ يدايَ |
سوى جُفاءٍ من حَصيدِ |
تَرَك الزمانُ بِمَفْرقي |
زَبَدَ السنين.. وفوقَ فودي(2) |
ما للسنين تَمُرُّ بيْ |
ثَكلى بميلادٍ وَعيدِ؟ |
فإذا شَدَوْتُ وَجَدْتُني |
مُدمى الجوارحِ في نشيدي |
وإذا اصْطَبَحْتُ فَمِنْ صَدَىً |
وإذا اغْتَبَقْتُ فَمِنْ وُعُودِ |
عَجَباً عليَّ ! شَبِمْتُ في |
جَمْري.. وأَحْرَقَني جليدي(3) |
أَفَكُلّما كَتَمَ الفؤادُ ال |
سِرَّ يَفْضَحُهُ قَصيدي ؟ |
عُريانُ إلاّ من ثياب ال |
شوكِ بستانُ الشريدِ! |
لم تَسْتُرِيهِ بِبُرْدَةٍ |
من عشبِ واحتِكِ النَضيدِ |
عَهَدَتْ إليكِ بضوئِها |
مُقَلِي... فَصَوْناً للعهودِ |
زهراءُ جئتُكِ أستجيرُ |
ولستُ بالدَنِفِ الفئيدِ(4) |
دربي إليكِ مُعَبَّدٌ |
لكنْ بأحجارِ الصدودِ |
وبداجياتٍ لم تُنَرْ |
إلاّ بِبَرُقٍ من رعودِ |
فإذا مَشَيْتُ فَرِحْلَهٌ |
أخرى إلى منفىً جديدِ ! |
وإذا وَقَفْتُ فَقَدْ غَدا |
من دونما معنىً وجودي ! |
سَيْفانِ... أَيُّهما سأتركُ |
تحت شَفْرَتِهِ وريدي ؟!!(5) |
وَحَزمْتُ أمتعةَ الطريقِ: |
حُطامُ مُغْتَربٍ وَقِيْدِ(6) |
ما نَفْعُ سيفِ (ابن الوليدِ) |
بغيرِ حَزْمِ (ابنِ الوليدِ)؟ |
َدَعْني... متى مَنَعَ الملامُ |
رحيلَ بحّارٍ عنيدِ؟ |
الأرضُ ضَيِّقَةٌ .. فأينَ.. |
أَفرُّ من عَسَفِ القيودِ؟ |
وَطَّنْتُ قلبي في هواهُ |
مهاجراً عن كلِّ غِيْدِ |
مُتَرَقِّباً عَسَلَ الوعودِ |
فَصَبَّ لي صابَ الوعيدِ(7) |
قلبي أنا وطنُ الهوى |
ووجوهُ أحبابي حدودي |
لستُ المُعَنّى بالعيو |
نِ الضاحكاتِ وبالقدودِ |
ومباسمٍ ضَجَّ العبيرُ |
بها وفاضَ على الخدودِ |
ونُعاسِ جَفْنِ يَسْتَفِزُّ ال |
صحوَ في أوتارِ عُوْدي |
وَسَوادِ ليلِ المقلتين |
وَهُدْبِها... وبياضِ جِيْدِ |
لكنَّهُ حَتْمُ المشوقِ |
لِوَصْلِ فاتنةٍ نَجودِ(8) |
وسناءِ قنديلِ العفافِ |
يُضيءُ في زَمَنِ الجحودِ |
أنا والهوى: ضِفْتانِ من |
نهرٍ يُضاحِكُ رملَ بِيْدِ |
كنتُ القريبَ وما وَصَلْتِ |
فكيفَ وصلُكِ للبعيدِ؟ |
يا مَنْ حَطَبْتِ النخلَ في |
بستانِ عمري بالصدودِ |
لا تحطبي ما قَدْ تَبقّى |
في سهوبي من وُرُودِ |
أضْحى طريفي لوعةً |
حَيرى... وفاجعةً تليدي |
زهراءُ لو تدرين ما |
حالُ الشريدِ فتى (الرشيدِ) |
ثَقُلَ السؤالُ: لمَ الرحيلُ |
وأنتَ في البيتِ الرغيدِ ؟ |
ماتَ الجوابُ على فمي |
واغْتالَ فيصلُهُ ردودي |