محمد حبل الله في الأرض والسما |
سيبقى إلى يوم المعاد مُمَدَّدا |
لينجوَ من ضمَّ الأنامل حولَهُ |
ويهلكَ من عنه نأى وتبعَّدا |
تبارك مبعوثاً إلينا على الظَّما |
فصار لنا نبعاً روّياً وموردا |
تظل جموع الخلق ترشف فيضَهُ |
فما زاده الوُرَّاد إلا تجدُّدا |
كزمزم فاضت ليس ينضب ماؤها |
عطاءٌ من الرحمن كان مؤبدا |
فديت الذي إما تبسَّم ثغرُهُ |
أبان جماناً عبقرياً مُنضداً |
وإن راح ينطق بالمقال لسانُهُ |
تناثر منه القول دُرَّاً وعسجدا |
يضوع الشذى الفوَّاح من أبرادِهِ |
كريح عبير الروض لما تنهَّدا |
وسائل بدور الليل عن حُسن وجهِهِ |
تُجبك بأن البدر فيه تجسَّدا |
أفاض عليه الله من فيض نورهِ |
فشعَّ على ليل الخلائق فرقدا |
وماذا يزيد المدح في قَدرِ من غدا |
على شفة الأيام ذكراً مخلدا |
ومن كان من فرط المعالي مُحَسَّداً |
ومن كان عن كل الدَّنايا مُبَعَّدا |
فليس يزيد الشمس تعداد فضلها |
سمواً ولو تقضي الليالي مُعَدِّدا |
ولكنَّ قَدرَ المؤمنين هو الذي |
يزيد إذا أثنوا على مُرسل الهدى |
كما يمنح الروضُ البهيُّ بهاءَه |
إلى كل من فيه تغنَّى وغرَّدا |