ما قلّ ودل أمتي فيها قلوب خافقات عبدالغفور عبدالكريم عبيد*
|
أنا لا أقرض شعراً، ولكني أحبه وأقرأ منه الحسن وتمنيت في الأزمان الأخيرة أن أكون شاعراً وبالأخص عندما أشاهد تلك المشاهدات المحزنة المؤلمة التي تحصل لإخواننا المسلمين في البلدان الإسلامية القريبة منها والبعيدة، لكي أخفف على نفسي من آهات قلبي وآلام صدري، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. وكنت في الماضي البعيد استمع عبر المذياع للشاعر المتمكن الأنيق عمر أبوريشة (رحمه الله) وهو يلقي قصائده أمام حجاج بيت الله الحرام في القصر الملكي ببطحاء مكة في مواسم الحج غالباً، ومن أبياته المشهورة:
أمتي! كم غصة دامية
خنقت نجوى علاك في فمي
أي جرح في إبائي راعف
فاته الآسى فلم يلتئم
ألإسرائيل تعلو راية
في حمى المهد وظل الحرم
كيف أغضيت على الذل ولم
تنقضي عنك غبار التهم
أما الآن فأستمع وأقرأ للشاعر الشاب الدكتور عبدالرحمن العشماوي الذي يتمتع عشاق شعره بقصائد ذات معان جميلة راقية قوية، ترعب الأعداء وتشفي صدور المؤمنين، وهي كثيرة منها ما تنشر في الصحف المحلية بين الحين والآخر كالجزيرة والرسالة مثلا يقول في إحداها:
لا تقولوا: أمة الإسلام ماتت
إن أصوات الملايين جهيرة
أمتي فيها قلوب خافقات
وعقول بهداها مستنيرة
روضها يستقبل الغيث ويعطي
للعطاشى ما يهدي زهوره
هي كالغيث إذا أمطر أرضا
شق وجه الأرض عن رأس الشعيرة
في اعتقادي هناك ثمة مقارنة بين الشاعرين، الحماس في الإلقاء والتمكن في اللغة والجمال في المعاني التي تعبر وترفع مكانة الشاعرين عند القراء والمحبين وهذا واقع في قصائد العشماوي وأبي ريشة ولهما قصائد مؤثرة عن مكة المكرمة والقدس الشريف وعن مآسي المسلمين.. لله در الشاعرين الكبيرين الحبيبين.
* مكة المكرمة
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|