العمير وكتاباته اللاذعة تحت الشمس محمد علي قدس *
|
الاستاذ علي العمير من الذين كافحوا في بلاط الصحافة.. ومن كتابها المتميزين بأسلوبه وجرأته وصراحته! ألقى بظلاله (تحت الشمس)، حاصدا بنقده الكتب.. ويقتطف (سنابل الشعر) في (مناوشاته الأدبية) في إنتاجه (رسالة) ينتقد بها دكاترة الجامعة.
قارئ شديد الحرص في قراءاته أمين واع في كشف الحقيقة، وإن كلفه ود ومحبة الذين يشاكسهم أو يتحاور معهم.. ونهمه للقراءة أوصله ليكون ذواقة في قراءة الأدب وتحليله ونقد الأدباء وما تخرج به كتبهم، وإذا كان قد استمتع بقراءة الكتب والاستفادة من حصادها فإنه قال في ألم الحقيقة التي يعرفها أرباب الكتب جيداً، ويجهلها عامة الناس هي أن ساعة واحدة مع الكتاب تساوي أياما بل أعواماً من الحياة الفارغة الجوفاء ثم يقول يائساً: (محبة الكتب هي سبب اشتهار الأدباء بالبؤس والتعاسة في حياتهم حتى إن العامة تقول منذ القديم إذا رأوا أحدهم يتأبط كتاباً أو ينكب على قراءة كتاب مسكين أدركته حرفة الأدب.
صاحب مناوشات أدبية وإبداعات صحفية تميز بالظرافة والحرافة كانت الصحافة على علاقة وثيقة بالأدب، بل إن الأدباء الأوائل في بلادنا هم أعمدة الصحافة بالأمس.. كان الأدباء والشعراء والمفكرون هم رؤساء التحرير والمحررون، وما ينتجه الأدب تعمر به الصحافة، لم يكونوا صحفيين بمهنية أكاديمية ولكنهم كانوا من محترفيها وصانعي إنجازاتها وما يستجد في صناعة الخبر والنقد من رسوم هزلية (كاريكاتير) أو مقالة صحفية متميزة ومؤثرة وتحليل للأخبار...، بل ان الرعيل الأول من صحفيي الأمس كانوا أكثر وعيا وأمانة ومنهجية من كثير من صحافيي اليوم، والاستاذ العمير واحد من الذين أثروا الصحافة وشاركوا في تطوير النقد الأدبي، وهو يقول عن بداياته في الكتابة:
(منذ بدأت أتعاطى الكتابة هاوياً ثم محترفاً كنت أميل ميلاً شديداً إلى النقد الأدبي، وقد بلغت الحدة في النقد أن تطاول على نقد أمير الشعراء أحمد شوقي واتهمه بالشرك الصريح وكان محقاً، مستشهداً بقول شوقي:
أدعوك قوي الضعاف لا فرق
في مثلها يلقى عليك رجاء
والعمير استثمر مناوشاته مع الأدباء والأعلام بممارسته للنقد الأدبي وتجاربه في النقد كانت لها سماتها ومنهجيتها، وتقبل القارئ الواعي لها وما كان ينشره (تحت الشمس) في الجزيرة والبلاد وعكاظ على مدى سنوات تاريخه الصحفي، وقد ذكر أن ما كان يكتبه من نقد أدبي في زاوية الصحفية له مرارة العلقم.
وقد انتقد الاستاذ العمير الاستاذ العواد رحمه الله في تفسيره لبعض آيات القرآن ورد على الدكتور حمود البدر في دفاعه عن الأكاديميين والمتدكترين، كما قال العمير وانتقد سعيد عقل ويوسف ادريس راصداً سقطاتهم وزلاتهم في اللغة والأدب.
ومما كتب ولم يكن منصفاً في كتابته عام 1394هـ زاعماً أن أدبنا السعودي تخلف بدرجة مؤسفة في القصة، وذكر عدة أسباب أهمها أن البيئة لا تساعد على الكاتب القصصي أو أن قصاصينا لم يكن لديهم الزخم الفكري لممارسة الكتابة القصصية.. وهو قد جانب الصواب إلى حد كبير فالتسعينيات الهجرية شهدت انتفاضة لافتة لأدب القصة، وكانت قد تطورت قبيل ذلك بعدد من السنوات على يد جيل القنطرة كما يقول الناقد الكبير الدكتور منصور الحازمي وهو جيل الاساتذة عبد الله جفري وعصام خوقير وفؤاد سندي وفؤاد عنقاوي وغيرهم.
* أمين سر نادي جدة الأدبي
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|