هذان البيتان مذهلان جداً وتصور أن شاباً عمره سبعة عشر عاماً يدرس شريعة لا يعرف، ومع ذلك ينتبه لهذين البيتين ويفلسفهما فلسفة غريبة على شاب في سنه وليس له إلا اطلاع بسيط في الأدب والمنطلق الفعلي كان الرائد ثم ما |
لبثت إلا أن عملت ب(الجزيرة). |
* لكونك مارست النقد لحقبة طويلة، هل فعلاً أن صدور الأدباء لا تتسع إلا للمديح والإطراء ويعتدون النقد تجريحاً أو خصومة؟ |
مارست النقد منذ 1377هـ نقد أحمد شوقي أمير الشعراء يقول في نهج البردة: |
ما جئت بابك مادحاً بل داعياً |
ومن المديح تضرع ودعاء |
هنالك مقدمة في أحد كتبي أشرت فيها إلى ماسألت عنه. |
* ماذا عن شاعرية العمير التي أبديت في التقليل من شأنها؟ |
أتذكر مقالاً من حلقتين بعنوان (العمير الشاعر) وفيه سخرية وأشكرك على هذه الإشارة أنا لا أسخر من نفسي ولا أقلل من نفسي ولكن أجعل من نفسي كبش فداء لأن الناس لايحتملون السخرية ولا يهمني التقليل من نفسي ما دمت أهدف إلى شيء معين، وإذا سخرت من نفسي فأنا غالباً أسخر من غيري الشاعرية: لي مقولة أقول فيها إنه ما من أديب إلا ويبدأ بالشعر أما استمراره أو عدمه فيرجع إلى مدى حياته الذي لا يستحي يستمر إلا إذا وجد نفسه شاعراً، الحياء الذي يحدد هذا والناقد مقوم للشعر. |
وشاعرية العمير من هذا الجانب كأي أديب يبدأ بالشعر الحقيقة أنني من حيث الوزن والقافية أجدتها الذي يجيد بهما يستطيع النظم مثل النظم العلمي للألفية والرحبية وغيرهما وأنا لم أرد لنفسي أن أكون ناظماً وقد بدأت بالشعر الغزلي، ومفهومي للشاعرية الآن هو نفس مفهومي وعمري سبعة عشر عاماً نشأ لا أدري من أين ربما لتذمري من النظم التعليمي، فأنا بدأت بالغزل كأي شاب وبعد عدة قصائد أدركت أني لست شاعراً ولن أكون شاعراً وقد عرضت شعري الغزلي على الشيخ حافظ الحكمي وهو ناظم وشاعر فأعجب به وقال أنت شاعر ولماذا تقلل من نفسك؟!! |
* (مناوشات أدبية) عمل ضخم ولكنك ولتواضعك المعهود قلت عنه ماهو إلا تجميع ونشر أكثر منه تأليفاً ومع كل هذا التواضع أليس العمل شاقاً فعلاً؟ |
أمعنت في التواضع هنا والحقيقة أن كتاب مناوشات أدبية هو كتاب أدبي جيد بلاشك ولكن أغرب من ذلك أن كتابي (أدب وأدباء) الذي لم أتوقع له الكثير قد أعتمد مقرراً في جامعة أم القرى وفوجئت ببيان مبيعات تهامة التي كانت توزع كتابي أن هذا الكتاب يباع في مكة بشكل مذهل جداً وفي الكتاب نماذج أدبية رائعة جداً ولذلك قرر في جامعة أم القرى لأن في الكتاب نماذج تمثل الأدب السعودي إلى حد ما. |
(مناوشات أدبية) نموذج لبدايات معارك بعد ذلك توسعت في المعارك كثيراً يضمها كتابي مجموعة اللفحات في النقد الأدبي. |
* من المعارك الأدبية التي خضتموها معركتك مع د.بدوي طبانة هلا حدثتنا عن هذه المعركة؟ |
معركتي مع د.بدوي طبانة أفسحت لها (الجزيرة) وأفسح لها أخي خالد المالك الرائع مساحة جيدة حيث قرأت رأي طبانة ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة صباحاً تقريباً وهاتفت أخي خالد المالك وطلبت منه حجز صفحة في عدد الغد فوافق وأنا لا أنسى فضل (الجزيرة) وخالد المالك عليَّ ولم أبدأ الكتابة إلا حوالي الرابعة عصراً ولم يكن وقتها هناك طبعة أولى فأرسل السائق وأخذ الجزء الأول من المادة وبدأوا يصفونها وفي تلك |
الأثناء أكملت البقية وفي اليوم التالي تفاجأ الجميع نشرها بهذه السرعة والمقال صفحة كاملة ويحضرني أن أشيد أيضاً بعكاظ حيث كانت تنشر محاضراتي في اليوم التالي. |
* ماذا عن دار العمير للثقافة والنشر وماذا أضافت للمكتبة السعودية؟ |
هي لم تعمل إلا أقل من ثلاث سنوات حيث فاجأني المرض ومنعني عنها وجلست مدة لا أنشر وقد أصدرت العديد من الكتب المتعددة، وبعد حوالي سبع سنوات من إقفالها خطر ببالي أن أجدد جهودي في النشر أردت أن أحولها إلى الناشر محمد علي العمير فكان معالي وزير الثقافة والاعلام متفهماً. |
* (مع الحداثة وضدها، نعم الحداثة.. لا للحداثة) عنوانان وردا في كتاب لفح اللهب في النقد والأدب أين موقفك الجلي؟ |
هذا حوار مع الأخ د.الغذامي الذي نشر في عكاظ وقد سماها د.الغذامي بيان العمير حيث كان الغذامي ذكياً جداً. |
وقد حددت متى أكون مع الحداثة ومتى أكون ضدها، وهذا الحوار من أهم الحوارات حوار علمي يقوم على الاحترام المتبادل وبعيد عن السخرية. |
* بمناسبة صدور كتابكم القيّم (مجموعة اللفحات في النقد الأدبي) أسألكم عن موقفكم من المذاهب النقدية الغربية المتفشية؟ |
هذا موضوع جيد جداً ولي محاضرة موجودة في مجموعة اللفحات رأيي أن نأخذ المثاقفة فكما ثقفوا عنا حضارتنا وثقافتنا نأخذ عنهم لكن لابد من الفهم والتعليم في هذه المثاقفة، ولي محاضرة أتيت فيها بخمسة مذاهب غربية وما يقابلها في العربية فأثبتت أن عندنا أفضل بكثير من المذاهب الغربية مثلاً د.شكري عياد خير من درس الاسلوبية والبلاغة وهو الوحيد الذي يقوم بالمزاوجة والصهر بين الأسلوبية الغربية وبين البلاغة العربية. |
ومثلاً مخارج الحروف الحقيقة أن لدينا التجويد الذي يدرس في المرحلة الابتدائية في غاية الروعة، ولدينا كتاب (الخطيئة والتكفير) لأخي د.عبدالله الغذامي فهو نموذج رائع لاستخدام البنيوية في الأدب العربي. |
* عرف عنكم في الوسط الأدبي الكتابة الساخرة، فما مرد ذلك وما المكونات الأساسية لروح السخرية في أدبك؟ |