أنموذج رعيل محمد صلاح الدين
|
الأخ الأستاذ علي العمير وجه معروف من وجوه الصحافة والأدب في المملكة العربية السعودية، كان ينبغي أن يكون له دون شك أكبردور نافذ على الساحة الثقافية، لولا ظروفه الصحية التي حالت دون عطاء الكثير من طاقاته وحدت من نشاطه وانتاجه وحرمتنا الكثير من وقفاته الصريحة ومصادماته الجريئة.
ولقد أحسنت جريدة الجزيرة إذ خصصت هذا الملف للأخ العمير.. ذلك أن كثيراً من الأجيال الشابة التي دخلت مؤخراً المعترك الأدبي والثقافي والصحف تكاد لا تعرف علي العمير وربما لم تسمع به من قبل، ومن شأن هذا الملف ان يوضح للشباب كيف بنى الرعيل السابق نفسه؟ وكيف استطاع ان يكون له على الدوام أثره ومكانته.
***
كانت نقطة البداية لعلي العمير ثقافته الإسلامية والعربية العميقة، وصلته الوثيقة المتجددة بتراث الأمة مما تفتقده اليوم كثرة ممن تطالعنا
أسماؤهم ليل نهار، وهم في كل واد يهيمون شعراً ونثراً ونقداً، فلا يخطىء المرء فيما يكتبون الرثاثة والضحالة والتكلف، ولا ينقضي عجبه من ازدحام ما ينتجون بالرطانة والحداثة والأسماء والمصطلحات الغربية كأنهم يأوون بذلك إلى ركن شديد، وقديماً وصف أبو الطيب المتنبي مشهداً قريباً من ذلك فقال:
ملاعب جنة لو سار فيها
سليمان لسار بترجمان
ولكن الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسان
وما من أحد من رعيل على العمير قد اقتحم ميدان الصحافة او الثقافة والأدب الا وقد اصطحب معه منذ بداية المشوار موهبة اصيلة، وعشقاً مضنياً ودأباً على التحصيل وكلفا بشحذ القدرات وامتلاك الأدوات لا يعرف الملل.
وما من أحد من رعيل على العمير قد اقتحم هذه الميادين بأن هبط عليها من
السقف بل اتوا البيوت من ابوابها، فبدأوا من اسفل درجات السلم في صحيفة اساتذة كبار كرام يتلقون منهم الثقافة والعلم ويتعلمون اصول واخلاقيات المهنة، ويتمرسون بالتدقيق والبحث، ويعيشون كل معاني التواضع واحترام القارئ وانكار الذات، مما سيجده القارئ الكريم مبثوثاً في ثنايا هذا الملف المخصص لسيرة الزميل الكريم.
ولعل افتقاد هذه الصحبة للأساتذة الكبار من قبل بعض الناشئة هذه الأيام هو الذي يصيبهم بالكثير من العوج في السلوك والعاهات والجنوح في الفكر والفجاجة في التعبير.
***
وبعد فتلك فرصة طيبة اتاحتها لي (الجزيرة) الغراء لتحية أخ عزيز وزميل قديم، ولأجدد معه الصلة على الصفحات التي طالما عشقها وأهرق في ملئها بعض دمه ونبض قلبه، وتحية من قبل ومن بعد لأخي أبي بشار خالد المالك رئيس تحرير هذه الجريدة الغراء، الذي يقف دائماً خلف كل لفتات الأصالة والمحبة والوفاء.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|