خَفِّف خطاك فهذه نجدُ |
وهنا الهوى والابنُ والجّدَّ |
وهنا سماتك سيدي ابتدأت |
جيناتُها التاريخ والمجدُ |
أنصِت، فهمس ترابها وَلَهٌ |
وانظر، فومض جبينها ودّ |
مدت يديها بالتحية كل (م) |
خلية بنسيجها ندّ |
هتفت بصدقِ الحب قائلةً: |
خفف خطاك فهذه نجدُ |
*** |
أمعنتَ في دنياك مبتعداً |
حين استحالَ بدجلةَ الوِرْدُ |
وجعلتَ وجه الشرق مغترباً |
وهجرتَ حوضاً ماؤه حِقْدُ |
حلَّقت مغترباً يقود خطاكَ(م) |
إلى العلا تاريخُك الفرْدُ |
ونايتَ بالتاريخ مفتخراً |
أنْ لم يدنسْ وجهَه وَغدُ |
فبقيتَ خلف الأفق مرتقباً |
وجهَ العراق من الدُّجى يبدو |
موالُك المجروح: يا وطني |
ونداؤك الموتور: واسَعْدُ |
تهفو إلى بغداد، هل أحدٌ |
من شَطِّ دِجلةَ عندهَ ردّ |
طال المدى بغداد، يا ظمأً |
يذكي لهيبَ أُوارِه البُعْدُ |
أمل يقود هواكَ في شغفٍ |
نحو الرُّصافةِ ما له حَدّ |
يا سيدي، ماذا نحدث عن |
أرض السوادِ وقد طغى المدُّ |
فاليومَ كل سيوفنا انكسرتْ |
وذوَى بشط عروبتي الوَرْدُ |
نهر الفرات غدت عذوبتُه |
ملحاً، ودجلةً وصلها صدُّ |
بيعت نهاوندٌ بلا ثمنٍ |
وتقاسمت أسلابَها الأسد |
ومدائنُ القعقاع قد سُلِبت |
وكتائبُ النعمان لم تَعْدُ |
هارون ما شيمت سحابتُه |
مذ أنكرتْ فرسانها الجُرْدُ |
وبنو أبينا رغم كثرتهم |
لا بارقٌ في الأفق أو رعْدُ |