أعيشُ العُمرَ لا أنسَى |
مَرابعَ أمْسِيَ الأخْضَرْ |
أعيشُ الدَّهرَ في ذِكْرىَ |
سِنينَ الِمسْكِ والعَنبَرْ |
أعيشُ تَمُوجُ في خَلَدي |
حكاياتٌ بكُمْ تَزْخَرْ |
أَعيشُ طُيوفُ أحْلامي |
بماضٍ زاهرٍ أثْمَرْ |
أعيشُ أهيمُ فَيَّ جوىً |
لأَشقرَ قَلبه أنضَرْ |
لحُبّ كالخضمِّ سَرَى |
بأعمَاقي، وكَمْ أزْهَرْ!! |
لتَوءمِِ روُحيَ المسْكُوونِ |
فيَ قلبي وكَمْ أفْخَرْ!! |
فألقى فيهِ أيامي |
وأبصرُ أمسِيَ الأصْغَرْ |
طُفولتنا التي رسَمَتْ |
على دَرْبِ الإخاءِ صُورْ |
مَرابعنا التي تَهوى |
وحارتُنا بها نَسْمُرْ |
هُناكَ أحبَّتي دَرَجوا |
وكَمْ شَغَبُوا وكَمْ نُنهَرْ!! |
هُناكَ صَبَابةُ الأَيامِ |
قَد مُزِجَتْ مع السُّكَّرْ |
أعيشُ أتوقُ في كَلَفٍ |
وقَلبي طَائرٌ أغْبَرْ |
يحلِقُ في فَضَاء الكَونِ |
لاَ يدري مَتى يُنْحَرْ؟! |
أنامُ أُسَرُّ في حُلُمي |
وأصحُو والنَّوى أعْسَرْ |
لجلَّقَ عَزفُ ألَحاني |
لأهلي الرُّوحُ والأَبهرْ |
وشَوقي ليسَ يُسعِفُني |
بوصلٍ ردَّهُ الَمْعبَرْ |
أُفيقُ أَموتُ إن أصحو |
فواقِعُ حَالنا زَمْجَرْ |
أعيشُ رضابَ أيامي |
يَجِفُّ وَبحَّتي تَظْهَرْ |
أعيشُ وكيفَ أكتُبُها؟! |
بسفْرٍ من دَمي يُمْهَرْ |
تعيشُ الأُنسَ ذَاكرتي |
إذا فُلكٌ بكمْ أَبَحرْ |
وأنسامٌ تُهبُّ صَبا |
عليها البَدرُ قَد أسْفَرْ |
أعيشُ الحُلْمَ أغنيََةً |
وذِكرى في الصّبَا تُذْكَرْ |
أعيشُ جَداولاً ورؤُىً |
على بَرَدى وفي دُمَّرْ |
أَعيشُ الآهَ ألواناً |
ودَمْعاً لونُهُ أحْمَرْ |
أعيشُ المَوجَ آكاماً |
تميدُ وأضْلعي تُكْسَرْ |
أيسْعَفُ حَاليَ المكنون |
في صَدري على مِجْمَرْ؟! |
أتيهُ أتيهُ في فكري |
وصَوتُ الشعرِ بي يَزْأَرْ |
هُنا حَرَمي، هُنا رَحِمِي |
هُنا بَلدي، بها أُقْبَرْ |
أُعَلّلِ نَفسيَ الأَيامَ |
تَغدو في غَدي كَوَثرْ |
فأروي الرُّوحَ في كَبِدي |
بِجِلَّقَ يا سَنَا المَنْظَرْ!! |
أُمَتّعُ نَاظري برؤىً |
على سَفحِ الجَمالِ سَحَرْ |
أَضمُّ الأَهْلَ في شَغَفٍ |
وأشْدوُ بالوِصَالِ دُرَرْ |
وأحمِلُ فَرحتي بَيدي |
شُعوراً بالهُدى يَكْبُرْ |
أَعيشُ العُمرَ لا أْنسى |
وِلدْتُ هُنا، هُنا المَحْشَرْ |
ولا أنسَى، ولن أْنسَى |
طُفَولةَ توءمي الأَكْبَرْ |