رداً على الهويمل الشقحاء: الأندية الأدبية وخراب الكبرياء
|
الدكتور حسن فهد الهويمل أديب بارع قدم للساحة الثقافية عصارة ذهنه وعمره فما نشتجر حوله وقاوم اعاصير هوجاء حتى يستقيم عود نادي القصيم الأدبي وجاء في حديثه عن الأندية الأدبية تحت عنوان (مساكين أهل الأندية الأدبية) في الصفحة (27) من جريدة الجزيرة العدد (11660) الثلاثاء (15) رجب 1425هـ كمن ينقل التمر إلى هجر والذي أعرفه من خلال تجربة عملية إن الأندية الأدبية أعادت الحراك الثقافي لساحتنا الأدبية من خلال إثراء المكتبة العربية بإصداراتها ومنشطها المنبري حقق هدف هذه المؤسسة المتخصصة (التي هي ثمرة مباركة في شجرة لقاء إحياء سوق عكاظ) قيادة حكيمة تحدث نظمها بوعي. كما الذي أعرفه أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب في عهد الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز غفر الله له أصدرت (نظام الأندية الثقافية والأدبية) بالقرار رقم (46) وتاريخ 751395هـ.
تقول المادة (3)
(للنادي الشخصية الاعتبارية ويباشر اختصاصه وفقاً للائحة الداخلية التي يضعها مجلس الإدارة وأن يكون اتصاله مباشراً بالرئاسة العامة لرعاية الشباب).
وتقول المادة (16)
(يدير شؤون النادي مجلس إدارة مكون من رئيس وأربعة أعضاء إلى ستة على الأكثر يتم اختيارهم من الأعضاء العاملين).
وتقول المادة (20)
(مدة المجلس أربع سنوات ويجوز تجديده لفترة أخرى مماثلة ولمرة واحدة فقط بقرار من سمو الرئيس لرعاية الشباب.. وفي حالة تكوين مجلس إدارة جديد تجتمع الجمعية العمومية وينتخب من بينهم المجلس الجديد وفقاً للنظم المتبعة).
وتقول المقدمة المادة (2)
(ويهدف النادي إلى نشر الأدب والثقافة بين أعضائه ونشر الوعي بين الجماهير وله أن يتخذ كافة الوسائل لتحقيق هذه الأهداف بما يلائم عقيدتنا وتقاليدنا) نظام الأندية الثقافية والأدبية مكون من (28) مادة.
كما أن مدير إدارة الأندية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بلغ المتقدمين لتأسيس نادي للأدب (اعتبار المؤسسين لكل ناد أدبي هم مجلس إدارته المؤقت وذلك لحين صدور اللائحة المنظمة وتشكيل مجلس إدارة دائم).
هذه الوثائق نجدها في ملفات كل ناد قائم وبعضها تم نشره في كتب، وفي عام (1400هـ) عقد الاجتماع الأول للجمعية العمومية في عدد من هذه الأندية وانتخب من بين الحاضرين مجلس جديد لكل ناد.
إذا كان الهدف والمضمون معروفا ونعيه نحن كتاب وأدباء حيث وجدنا مكاناً يجمع شتاتنا ويسهم في طبع نتاجنا حتى يكون لنا وجود معرفي فاره، ولكن من هم (المساكين) الذي عناهم الدكتور حسن الهويمل:
1 هل هم (الذين ينالون من الأندية ولا يعرفون ما هي عليه)؟
2 أم هم (أهل الأندية ممن يظن أنها من ممتلكاته، يفعل فيها ما يشاء ولا يرى لأحد الحق في أن يسأله عما يفعل)؟
3 أم هي هذه الأندية التي خرجت عن مسارها؟
نحن عندما نبحث عن النقد الموضوعي ونستهجن التجريح البذيء نستشعر الحقيقة الغائبة أولاً، حتى نعرف ما نتحاور حوله وعليه الموقف اليوم لا يبحث (أمانة القائمين عليها وهل حملوا هذه الأمانة على وجهها) إنما نناقش خصوصية هذه الأندية ودورها الوطني من خلال إعادة النظر في القائم لرفع معدل الإنتاج.
يقول الدكتور حسن الهويمل:
(وليست الأندية الأدبية وحدها التي تعاني حملات التأنيب والتأليب، فكل من لاقيت يشكو الكتبة المبتدئين والكتاب المتحاملين)
هنا لم ينصف أخي الدكتور حسن نفسه ولكن (نعى) أهل الأندية الأدبية وقد تحول رئيس وأعضاء مجلس الإدارة في كل ناد إلى موظفين وكتبه إداريين متجاوزين الهدف الذي من أجله جرى تأسيس الأندية الأدبية وتحول كل ناد إلى مدرسة لتعليم القراءة والكتابة وكان وسطنا الثقافي يغرق في أمية سوداء.
الدكتور حسن فهد الهويمل في مقاله (مساكين أهل الأندية الأدبية) عبر عن إحساس الإنسان المعاصر بعالمه الداخلي، بالكشف عن تجربة ذاتية تنقصها اللغة المعبرة عنها، وبالتالي قتلت الحقيقة من خلال أن يرتفع إلى الأعلى عبر رؤية سوداوية نازفة، بينما المطلوب اليوم إعادة خلق التجربة الذاتية متجاوزين (بيانات) بيان مضلل للوعي السطحي، بإعادة فتح الحوار مع كياننا الداخلي وفق المملكة الوحيدة التي لابد للأديب المعاصر أن يستثمرها لمثل هذا الحوار وهي الخيال فكلنا نعرف أنه لا يوجد إنسان بدون ملكة.
محمد منصور الشقحاء
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|