رحلة معه.. وبه.. وإليه.. في زمن التسكُّع والتمويه.. محمد الماغوط..المتعدد.. المتجدد.. المتمرد..!
|
العملاق
*****
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي
** شاعر الأرصفة المهجورة..
والأزقة المتعرجة..
والدم والدمع والجراح والتسكع..
** قرأ (القرآن الكريم) فكان مرجعيته (اللغوية) الأولى، وحمد الله أنه لم يعرف لغاتٍ أجنبية وإلا لكتب (طلاسم) مثل (أدونيس)..!
** يرى محمود درويش غير صادق..ونزار قباني بائعاً على باب الله.. والبياتي موهوماً بالمطاردة رغم أنه لم يدخل مخفراً في حياته..!
** يحب أبا نواس ويعتقد أن المقررات المدرسية قد شوهت صورته.. ويظن أن أغنية فيروز (كيفك إنت) تساوي كل شعر البحتري..!
** محمد الماغوط مبدع لدرجة الظاهرة.. صادق حتى الحدة.. يعرف الهجاء فقط.. ويعيش مع المتعبين والمهمومين..!
** لا يحمل إلا الابتدائية.. لكنه ادعى أنه (دكتور) فنشرت له مجلة (الآداب) أول نص شعري عنوانه (غادة يافا)..ولم نعرف هل أضاف اللقب إلى القصيدة أم توهج بها.. فلم يقفْ عند الخطوةِ الأولى.. ولم تنفعْ سواه همزاتهم ودالاتهم..!
** أمام هذا المبدع الاستثنائي صاحب (الحدود) و (كأسك يا وطن) و (اغتصاب كان وأخواتها) يتضاءل هذا الملف الذي نذكر فيه بالشاعر المسرحي المناضل البوهيمي المنطلق من التراب إلى التراب دون أن يُهوِّم أو يحلم أو يبني مدناً في الفضاء..!
* الماغوط عملاق في زمن متقزم..!
***************
أين المفرّ..؟
*****
كتب الشاعر الكبير علي الجندي هذه القصيدة بمناسبة هذا الملف الذي تخصصه (الجزيرة) للأديب الكبير محمد الماغوط. وعند الاتصال بشاعرنا المخضرم قال بحزن شديد:(أنا على حافة قبري ومحمد الماغوط على حافة قبره، ماذا أقول وماذا سأكتب عنه).
أجبته: كلمة موجزة عن صديقك.. وبعد مضي عشرة أيام على اتصال الأول عاودت شاعرنا السؤال ليخبرني أنه كتب القصيدة التالية لرفيق دربه (بدون عنوان):
أكلما جاء قيد، ناء قيد.. ربي أين المفر؟
جاء قيد نحو الريح
جاء قيد وعلقت
في العالم
كل العالم..
وكم من القيود
يناجي الكبر..
ورحابة العالم..
وكم هو المشكل صعب
صعب حتى الاندماج والحب
ولا اندماج إلا بالموت
بالموت من أجل الحياة
الحياة في كل ينابيعها الضيقة
إلا من يعير الحياة.. والموت
سلاماً من غريب لغريب
أ.علي الجندي
شاعر سوري
*****************
الماغوط..شهادة الجنون
*****
حنا مينا *
الشاعر محمد الماغوط يغزل، في جنون الشجاعة, الشعر شجاعة، وفي البضع الأصيل، الجارح الجارح، بفقء الدمامل النتنة، المدودة، ثم في ترف اللفظ، يعطي اللفظ جمالاً فاتكاً، ويعطيه أيضاً راحة حنوناً، بالأزكية والفراء، بها يمسح على القلوب الكليمة من أسى، حاملاً إليها في القنوت رجاء، وفي الإظلام نوراً وفي اليأس أملاً وللبراءة من وجع الفاقة والمرض موعداً منظوراً في الزمن آتياً لا ريب فيه.
ان الماغوط الشاعر، شاعرنا شاعر العرب العبقرية الشعرية، تصرخ، في قافيته المدماة المجنحة الكبرياء قائلة أنا هنا! رجوة حق في تراب حق غلاب يأخذه وغلاب يزهو، وهذه الصرخة المتضرمة المدمرة، المزلزلة، المنظرة، العنيفة، الغضوب، هي صرخة شاعرنا الكبير الحبيب محمد الماغوط، وستسحر هذه الصرخة ما استمر عطاء محمد الماغوط شعراً ونثراً.
أهدي التحية للصديق محمد الماغوط ثمانين مرة، ثمانين وردة على عدد الأعوام التي عشتها حتى الآن.
* روائي سوري
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|