تصدع المشرق العربي تأليف: حازم صاغية، صالح شبر بيروت: رياض الريس، 2004م
|
تحاول الصفحات التالية التي تواكب انهيارات السنوات القليلة الماضية، في العراق وفلسطين خصوصاً، رسم بعض الخلفيات التي نجمت عنها تلك الانهيارات. وهي دوماً خلفيات مجتمعة وثقافية، بقدر ما هي سياسية محضة. كما تحاول رصد بعض النتائج المفتوحة والخطيرة التي شرعت مع انهيار أوسلو ثم حرب العراق، تزلزل المشرق العربي وتطرح على المحك أسسه وتشكيلاته.
يقول المؤلفان في مقدمتهما: بيد أن الهم الأساسي هو التحريض على طرح سؤال محدد: هل يمكن إدخال بعض التغيير في العناصر والأولويات التي بموجبها نفسّر ونتعقل المسائل العربية الراهنة، والمشرقي منها بصورة خاصة؟ ومن ثم : هل يمكن إدخال بعض التغيير في المقاربة التي نستخدمها في التعامل مع تلك المسائل؟
وبيد أن الهم الأساسي هو التحريض على طرح سؤال محدد: هل يمكن إدخال بعض التغيير في العناصر والأولويات التي بموجبها نفسر ونتعقل المسائل العربية الراهنة، والمشرقي منها بصورة خاصة؟ ومن ثم، هل يمكن إدخال بعض التغيير في المقارنة التي نستخدمها في التعامل مع تلك المسائل؟. ولن يفوت القارئ ملاحظة أولوية بديل تهجس بها هذه الأوراق. ففي محل العوامل التي درج (الخطاب السياسي العربي) بسائر تلاوينه، على تبويئها الصدارة (المشروع الغربي، إسرائيل، التجزئة، العلاقات الاقتصادية غير المتكافئة، موضوع الهوية...) تحظى الحداثة السياسية هنا، ممثلة بالدولة الأمة أساساً، بهذا الموقع المركزي، من دون التغافل عن العوامل الأخرى. ومن ثم يعاد إدراج مسائل المظلومية والضحوية وغيرهما في سياق تاريخي أعرض يُعترف فيه ل(المسؤولية) و(السياسة) و(الثقافة السياسية) بأدوار لا يجوز عدم الإعتراف بها...
يتابع المؤلفان في مكان آخر من المقدمة: إن الشرق الأوسط لا يزال، إلى حد بعيد، يعيش بموجب القانون الذي خلفته الحرب الباردة. والوضع في المنطقة، وما تؤول إليه عملية السلام من عطل يهددها في ذاتها، ربما قدم أفضل الأدلة وأبلغها على أن الأمن، منظوراً إليه بإطلاق، يعمل ضد السلام ويمعن في تدمير حظوظ قيامه، فليس أخطر على فكرة السلام، ولا أكثر تناقضاً معها، من ذلك الهاجس الأمني يقض مضاجع الدول، فالسلام لا يمكنه أن ينشأ إلا انطلاقاً من مخاطرة ومغامرة أمنيتين، ولو محسوبتين، وعلى قاعدة منهما .هذا إذا توافرت، في سبيل ذلك، فرص تاريخية وظروف وإرادات بعينها. هكذا يبدو الإحجام الإسرائيلي عن دخول مغامرة السلام، تذرعاً بالأمن، احتياطاً مبالغاً فيه، ومدفوعاً إلى مرتبة هستيرية أحياناً، فإسرائيل لا تملك التفوق العسكري وحده، بل هي تملك الرادع النووي من دون سائر دول المنطقة، وهي إلى هذا مكفولة دولياً وبالأخص من الولايات المتحدة الأمريكية . وإذا ما عدنا إلى ما سبقت الإشارة إليه من أن السلام لا يمكن أن يقوم إلا على أساس من المجازفة الأمنية، فإنه يفترض في إسرائيل أن تكون أكثر دول المنطقة بسبب قوتها قدرة على المجازفة.... يقع الكتاب (179) صفحة من القطع المتوسط .
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|