سطور فوزية محمد الجلال
|
تتوالى معارض الكتب العربية تباعاً في دورات سنوية شبه ثابتة، وتتقاطع في بعض فتراتها، مع عشرات المعارض الصغيرة ذات الطابع الاحتفالي الدعائي على هامش مناسبات ثقافية شتى.
وكلنا يدرك أن معارض الكتب، ظاهرة صحية وإشارة صريحة إلى حركة تأليفية نشطة، وهي كذلك تحتفي بالتواصل المعرفي، وتلعب دورها المتوقع في التعريف بالمنجز الثقافي، إلى جانب أنها فرصة مهمة لإطلالة (الآخر) على المشهد الثقافي والإبداعي لأي شعب.
ورغم أن الكاتب والمبدع يعولان كلاهما إلى حد بعيد على دور النشر المحلية لتمثيلهما وحمل صوتهما إلى خارج الحدود، إلا أن خيبتهما لا تضاهيها خيبة، فالناشر لدينا يعيش حالة من التخبط بين الهدف الربحي والمضمون الفكري للكتاب، يبدو ذلك جلياً في تلك الرعاية الواهنة للأدب والنتاج الثقافي المحلي، الأمر الذي أجبر المؤلف السعودي على عبور الحدود بحثاً عن بديل يحتضن إنتاجه ويحتفي بإبداعه، فأصبح منظراً مألوفاً وإن لم يكن كذلك أن تجد القارئ السعودي يجول في أجنحة المعارض بحثاً عن الإصدارات المحلية المهاجرة أو المُهجّرة ، فمن دار الجمل إلى دار الساقي إلى دار المدى ودار الحوار والكنوز الأدبية...
وغيرها، وهي في معظمها إصدارات فكرية وإبداعية لا تتجاوز خطوطاً حمراء ولا تعبث بقيمة أو كيان، ولم تهاجر هرباً من سطوة الرقيب.
فمن يتحمل مسئولية هذا الشتات؟ ومتى نستحق أن نقرأ كتاباً بفكر وأدوات وورق محلي؟ متى تنتهي غربة الكاتب والمبدع، وازدواجية المصالح غير الذكية ففي صناعة النشر لدينا؟
fjallal@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|