من الجمعية إلى الإعلام المسرح في طابور الاعتراف
|
كغيرنا ممن له اهتمام ثقافي، وعلى وجه الخصوص المسرح استبشرنا بصدور الأمر السامي بإنشاء وزارة للثقافة والإعلام، والذي يدل على اهتمام ولاة الأمر بالشأن الثقافي وتوحيد كلمته تحت سقف واحد، هذا الإنشاء الذي انتظرناه طويلا عاقدين عليه الآمال العريضة لتحقيق تطلعات كل مبدع ومهتم مسرحي، وبلاشك أن تشكيل وزارة للثقافة والإعلام جاء مطلبا سيحقق بإذن الله تعالى رغبة المثقفين السعوديين، ومن بينهم بطبيعة الحال المسرحيون، حيث أصبح للثقافة وللمسرح رعاية ذات مرجعية وشخصية اعتبارية وانتماء فعلي، لكن يجب ألا ننسى كمسرحيين وسط هذا التحول والانتماء الجديد الجهود الجبارة التي بذلتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في جمعية الثقافة والفنون طوال السنوات الماضية، فلها يعود الفضل والسبق في إنشاء وتكوين المسرح منذ عام 1393 إلى أن أصبح واقعا ملموسا على المستويات المحلية والخليجية والعربية، وكل ما نتمناه في هذه المرحلة أن يوفق الله وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام فارسي لاختيار الرجل المناسب لوضعه في المكان المناسب، فيما يتعلق بالمسرح لكي يستطيع خدمة المسرح والمسرحيين، وأن يجعل للمسرحيين رأيا ودورا في هذا التنظيم الجديد فيما يتعلق بالمسرح، لكي يقود هذا المنبر الثقافي الاجتماعي المهم كفاءات وطنية ذات عقلية مسرحية جديدة تحمل رغبات وتطلعات المسرحيين، حريصين على جعل صوت المسرح محليا وخارجيا، فمن الطبيعي أن يتولى المسرح أهل المسرح، وليس لموظفين يصلون إليه لمجرد أنهم موظفون يريدون الارتقاء في السلم الوظيفي، وهم لا يدركون أهمية المسرح ولا من ذوي الاختصاص مما قد يعطل مسيرة المسرح، ويتشوه ويصبح معاقا في منظومة الثقافة.
إن المسرح يعتبر جزءا مهما من مهام الثقافة والإعلام فهو معرف قوي وموصل فعال للموضوعات الاجتماعية على الخشبة بالكلمة المكتوبة المنطوقة المجسدة بكل انفعالاتها الإنسانية للمتلقي، ونحن في مملكتنا الواسعة الأرجاء لنا تنوعات بيئية (ثقافية واجتماعية) هذا التنوع فيه إثراء للفكر المسرحي لم يستثمر حتى الآن على خشبة المسرح بالشكل السليم، فالملاحظ أن المسرح لدينا وبالتقريب خلال السنوات الماضية، لم يعد ذلك الجانب الفني الجذاب لا للمبدع ولا للمتلقي، من الأسباب تناوله موضوعات خارج بيئته، والاهتمام بموضوعات يتم تفصيلها لمناسبات مسرحية خارجية اعتبرها النقاد مرحلة هجرة المسرح عن موطنه!!
ومن أجل صناعة مسرح سعودي حقيقي وفاعل إذا ما أرادت وزارة الثقافة والإعلام ذلك، والأخذ بعين الاعتبار بأن المسرح ضمن منظومتها الثقافية ولتفعيل دور المسرح ثقافيا واجتماعيا، علينا أن نبدأ به محليا، وذلك وفق النقاط التالية: تولي شؤون المسرح كوادر ذات صلة وعلاقة وممارسة وتجربة بالفعل المسرحي. تحرير المسرح من قيود البيوقراطية والروتين بحيث يكون خاضعا لتنظيم إداري مرن ومباشر في التعامل، فالفن والروتين عنصران متضادان لا يلتقيان في خط واحد إلا وأحدثا تصادما ضحيته المبدع والمتلقي معا. دفع الثقافة المسرحية إلى الأمام نحو الممارسة بوعي ونضج وفق منهج علمي، وذلك من خلال إنشاء أكاديمية أو معهد ذات الصلة بالمسرح، كما هو الحال في الدول الأخرى مع الاستعانة بالخبرات العربية في هذا المجال. إنشاء قاعات مسرحية في المدن الرئيسة بالمملكة كالرياض وجدة والدمام والاحساء، ثم تتبعها باقي المدن حسب الاحتياج. السماح بإنشاء فرق مسرحية أهلية متعددة وإعطائها مساحة من العمل لتفريغ المواهب والكوادر المسرحية في مختلف أرجاء الوطن. أخيراً نعتقد أن المرحلة القادمة ستكون اختبارا حقيقيا لقدرة المسرحيين في بلادنا بأن يكون لهم الصوت المسموع والفعل الثقافي المميز والمنافس محليا وعربيا، وسيكون الإعلام بمختلف قنواته الى جانبهم، مرآة بهيجة لعطاءات الفعل المسرحي السعودي، إن شاء الله تعالى.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|