حقيقة الحرب على الحداثة
|
الجديد دائما يحمل في طياته التغيير، وهذا ما يكتب له العداء، إذ لا تغيير بلا حركة، والحركة عدو الشعوب والأمم بخلاف السكون ثم ينطلق الجميع في حرب شعواء ضده ومعه، وتذوب الشخصيات بين استجابات نسقية وأخرى تخضع للعقل والمنطق، وهذا ما تم التعامل به مع الحداثة كطارئ من طوارئ هذا العصر.
المعارضون قاموا بتهييج عاطفي لهم ولغيرهم على حساب هذا المفهوم ودعاته، وابتعدت المصداقية الى حد التشويه والافتراء والدعاوى المزيفة، والآخر في برج عالٍ يتفرج المشهد في انتظار نهايته وبداية آخر، بينما الجمهور يصدّق ما يراه على المسرح فقط ولا شأن له بما يحدث خلف الكواليس لتظهر الحداثة ذلك البطل التراجيدي الدخيل الذي لا مكان له بين الكوميديين واصبحت الصورة قاتمة والهجوم متزايداً في حرب ضروس لم تعرف فيها حقيقة السبب لموت المسبب.
إن سكوت أهل الحداثة فتح الباب على مصراعيه للمتسلقين وطالبي الشهرة وانزلق المجتمع اثرهم محاربة للجديد واستجابة للنسق السائد وغيب العقل والتفكير عن هذا الطارئ (فقط) وأدخلت الموضوعية جزءاً من التاريخ مع إيمانهم الكامل بتجاور الثقافات كما هو الحال في تجاور (النسكافيه والقهوة العربية) وغيرهما.
وهذا بلا شك اثر على أهل الحداثة مما جعلهم يتنازلون عن أشياء كثيرة في هذا المفهوم فقالوا: (الحداثة هي التغيير) اعلاء من شأن القديم، وتجاهلوا مفهوم التغيير والتبديل، ولا جدوى للحداثة إذا كانت تجديداً فقط مع بقاء الأصل على حاله.
وحاولوا احتواء الموقف والحد من شدة التوتر فقالوا بمرحلة ما بعد الحداثة، لينفوا بذلك فعل التغيير الانساني المستمر، ويثبتوا عودة الحياة الى سكون ما قبل الحداثة.
وقد تكون هذه السياسة ناجعة في موقف ولكنها ليست كذلك في كل المواقف، أم أن أبناءنا يجب أن يعودوا لذلك السكون لأن الشاعر قال: (... إذا مِتُّ ظمأناً فلا نزل القَطرُ).
طلال محمد العوض
عضو النادي الأدبي بأبها
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|