من يقرأ على الآخر.. السلام؟ غادة عبدالله الخضير
|
(1)
الذاكرة سنام الرأس..
هذا ما افترضناه سويا عندما..
توصلنا إلى أن اللغة لا تأتي إلا من ذاكرة قديمة..
أو ذاكرة متأهبة للعمل تنتظر ماهو قادم بهدوء، واثق أن كل ما سيأتي سيخزن في سنام الرأس يوما ما..
ويصبح ما نكتبه عن الغد..
مساًويا تماماً لما كتبناه عن الأمس..
وأن الجديد الذي نكتبه لا يستوعب في الأصل أكثر مما نعرف في المعتاد.
إذن دسمة هي الذاكرة نعود إليها في لحظات تصحر العمر في الزمن الذي لازلنا نعيشه حاضراً لا نعرف فرحاً فيه في فرحه، ولا نعرف هربا منه في حزنه ولكن عندما يتراءى لنا بعيداً نحادثه بلغة (ليت الزمن يعود)..
لكن الزمن لا يعود.. ولا يعيد نفسه.. ولهذا لانجد في الحاضر أو الغد صورا مطابقة تماما لأمس، لكنها صور قريبة وشبيهة تقف في مصاف ما عمرته الذاكرة في أزمان مضت.. لهذا تتكدس وتزدحم وتصبح أكثر دسامة كسنام جمل..
(2)
الإنسان أكثر الكائنات صبرا..
لأنه يمتلك ذاكرة..
ومن يملك ذاكرة يملك تاريخاً..
لكن التاريخ لا يعترف بالذاكرة وهو أول من..
يخطط ليفعل عكس ما تختزنه..
هل يمكن أن تكون الذاكرة سنام الرأس.. أكبر غلطات التاريخ لأنها مرآته التي تذكره بما كان..؟
(3)
الذاكرة إذن هي التي تسطر صفحات التاريخ من جديد..
مسكين هو التاريخ..
ربما يقع بين يدي ذاكرة هرمة..
ذاكرة كاذبة..
ذاكرة حالمة..
ذاكرة مرتشية..
ذاكرة ساذجة..
ذاكرة لا ذاكرة لها..
فيأتي ممسوخاً لا تاريخ له...!!
ويعيد نفسه في بهذه الطريقة فقط: تدوين جديد في سنام رأس اختزن خلاصة العبث مرحبا بذاكرة مشوهة..!!!
(4)
من يستطيع أن يحمي الآخر..
تاريخ أصيل..؟
أم ذاكرة صادقة؟
ومن يقرأ على الآخر السلام.. أن خذل أحدهما الآخر؟
ghadakhodair@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|