تفاعلاً مع اللوحة القصيبية الجفري يكتب عن «الكرسي.. الدوَّار»!
|
كتب الدكتور غازي القصيبي مقالاً في «الجزيرة» يودِّع فيه صديقيه بمجلس الوزراء الدكتورين محمد الرشيد وعلي النملةوأثار المقال حول شجون وشؤون «الكرسي» ذي «المعالي»أستاذنا الكبير عبدالله الجفري فبعث بالآتي:
سعادة أخي الكريم الأستاذ خالد المالك ..رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
* رسم الشاعر الكبير صاحب (الجوازي والعُرْف) غازي القصيبي: لوحة بالكلمات المذهبة بغلاء النفس والروح، فتحدث (في صحيفتكم الغراء) عن: أبعاد وخلفية (الكرسي) الثابت في الصدارة.. والثبات الدائم هنا للكرسي وليس لمن يقتعده فترة ثم ما يلبث أن يخليه لخلف من بعده.
هذا (الكرسي) الذي يصفه العامة في أمثالهم بأنه: (الدوَّار)، الذي يستحق الجالس فيه لقب: صاحب الفخامة، المعالي، السعادة.. أما (الفخامة) فقد تطيح بها أصوات مجلس الأمة أو الشعب، أو ربما مظاهرات في الشوارع، كما هو حال الدول النامية والحضارية سواء بسواء، وما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله الأحوال من حال إلى حال، وتَسفي الرياح لقب (الفخامة)، وربما أودع فخامته السجن.. والقصص/ العبر كثيرة!!
أما (المعالي والسعادة)، فإنهما لقبان يخضعان لثقة (ولي الأمر) والقيادة العليا.. إن أحسن أو أساء.. إن أجاد عمله أو تعب!!
***
* لكنَّ هذه اللوحة (القصيبية) التي رسمها على الصفحة الأخيرة من صحيفة (الجزيرة)، فنحسب أن لها أبعاداً وزوايا، وامتزاج ألوان (التحية) التي بعث بها (لفارسين استراحا)، وقد بذلا الجهد والاجتهاد، وأكد على (وطنيتهما) التي لا جدال فيها.. وليس من حق (الظل) محاسبتهما، وقد أوفاهما (ولي الأمر) التقدير لمشواريهما.
فما هي أبعاد وألوان اللوحة التي رسمها (القصيبي) بالكلمات؟!
خُيِّل إليَّ: أن (الشجن) قد تدفق من كلمات الوزير القصيبي، وهو يرسم: الوجه الآخر لهذا الكرسي.. وتجربته معه: متعددة وذات أبعاد، جمعها في وسط اللوحة، وهو يصف الكرسي: (الذي يعشقه الناس لأنه يبدو لامعاً براقاً، ويبدو مريحاً ووثيراً ولكنه في حقيقة الأمر: مطرز بالدبابيس، والذين يبصرون المظهر الخارجي للمكتب الفخم: لا يعرفون مدى الألم الذي يعتصر قلب شاغل هذا المكتب الفخم، ولا مدى الخوف، ولا مدى القلق.. الألم عندما تريد ولا يحدث ما تريد، والخوف من الحساب يوم الحساب عن مسؤولية ثقيلة)!!
***
* هكذا وصف (القصيبي) مسؤول الإدارة وليس الشاعر أعباء هذا الكرسي وانعكاسه على نفسية من يقدر جسامة المسؤولية التي أنيطت به، فلا يفرح ب(صاحب المعالي)، وإنما يزداد في الالتزام بالمسؤولية.. ذلك أن معيار (النجاح): لا بد أن يجسده إنجاز ملموس يعود بالنفع على الوطن والمواطن، ولن يكون همه الأكبر: إرضاء القيادة أو السلطة شخصياً!!
وإذا كان (الكرسي دوَّاراً)، كما نردد دائماً.. فإن هذا الكرسي تكون له دورة سريعة لمن يفشل أو يستخف به، وتكون له دورة زمنية لمن ينتج!!
عبدالله عبدالرحمن الجفري
A_Aljifri@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|