قصيدة الرحيل المر شعر: أبو الفرج عسيلان
|
راحلٌ يا مسير بالرغم عنه
وسيمضي لعله أن يصيبا
ربما همَّ بالإيابِ ولكن
أقسم الدربُ أنه لن يؤوبا
راحلٌ تنزف الدروب دروباً
تنحني الشمس في دجاه مغيبا
راحلٌ راحلٌ خطاه حيارى
يضرم الوهم في سراه الوثوبا
يسكن الريح تمتمات الفيافي
ساكباً لونه احتمالاً مريبا
مانحاً وجهه غبار الليالي
يعزف الرمل في حشاه الوجيبا
يذرع اليأس بالضلالات ينمو
في اشتعال الحقول نبتاً كئيبا
يقتفي الخصب في بطون الفيافي
تقتفيه تلك البطون خصيبا
يرقص الوعد فوق كفيه يبدو
نائيا ما قد كان منه قريبا
ألف الفقر والنوى مطمئناً
مثلما يألف الغريب غريبا
حمل الجرح في ذراعيه بدءاً
وانتهاء ولم يوافي طبيبا
عد صديقي ولا تبالغ رحيلاً
بعض هذا الذي.. يسمى هروبا
* * *
كان يا جرحه بساتين عطر
ممطرات تنزُ عمراً رطيبا
كالرياحين حين تمتد فجراً
ساحلياً يدعو العدو حبيبا
رق حتى تغلغل الضوء فيه
واقتفى الصبح خطوه المكتوبا
يشربُ البشرَ من جبين أمانيه
(م) ويشدو كن يا زمان طروبا
كان هذا وغير هذا إلى ان
سنبل الغبنُ وجهه المثقوبا
* * *
يا نزيف الظما بحلق الروابي
هل روى الملحُ جوفه المعطوبا
يا اشتعال المسير في موسم العود
(م) أما آن للسرى أن تثوبا
أوَ ما تاب عن ضلال الأماني
حاول الغير قبله أن يتوبا
* * *
ها هو الآن بين نفسي وبيني
يتنامى يفتِّقُ المحجوبا
يُدخلُ الليل والبراكين جلدي
كان يستخلفُ اللهيبُ اللهيبا
كل هذا العذاب يا ابن شقائي
أشبعتنا تلك الحكايا ندوبا
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|