من لُباب الكتاب لمقام القلم الإهداء للقارىء الذي أَمَتْناهُ فينا عبد الله بن عبد الرحمن الزَّيد
|
لأننا أيُّها الأحبة الثقافيُّون بمُخْتَلفِ متابعتكم ولبابكم وعطائكم وتطلعاتكم محاصرون بزمن بشع على إيقاع موتنا، ولأننا مكتنفون بقضاء عجيب مريب لايحترم في نسبته الغالية آدميتنا وعقولنا وذواتنا ولأننا تبعاً لذلك مُسْتلبون بموت القارىء والمثقف في دواخلنا أطلُّ من خلال هذه الزواية مذكراً، وداعياً الى (الكتاب) والى التلقي الفاعل المثمر فالحقيقة التي لامراء فيها ولاجدال حولها هي اننا كما ترجلنا عن أعز مكان في الدُّنا كذلك هجرنا جليسنا الجميل الحبيب اللبيب النقي الحفي الوفي هجرناه بشكل غبي أقصد بدون ان تتفتح عبقرياتنا عن بديل او معادل معرفي ثقافي نجد فيه العزاء في مصيبتنا في (الكتاب) أو يكون فيه العذر والتفسير إزاء التقصير المزري في حق الثقافة ومصادرها في أقل احتمال.
ماسبق ايها السادة المعرفيون يجيء في سياق البحث عن القضايا الثقافية الكبرى وعن المعادلات والمحصلات العلمية وعن أطر التنظير وعن المقاربات الفكرية الانسانية بعامة.. لكن تصوروا ايها العارفون ان انحدارنا في مسألة فقر الدم الثقافي وصل الى الثوابت والاركان والى الأسس البدهية لتكويننا الوجودي وهويتنا وشمل (بكل مافي الفجاجة والرداءة من عوامل الانقراض) تاريخنا وشخصياتنا القيادية والفكرية والادبية والشعرية والإبداعية بعامة.
كل ذلك بسبب أننا وياللعجز والتشوه والفقدان لم نستطع ان ننتصر على سياقنا الزمني فنمنح جليسنا المغدق المثمر شيئاً من وقتنا المتثائب.. (المحصلة) التي اريد ان اصل اليها ويصل اليها المتلقي كذلك هي ان (الزمن) الذي نمر به أو يمر بنا لافرق زمن مرعب مقلق في كثير من أحواله الاستلابية وتحولاته ولعل من اكثر قضاياه ومسائله كارثيةً ان ننصرف بكل فئاتنا وفصائلنا الوجدانية والفكرية والثقافية والاجتماعية عن (الكتاب) وبخاصة الكتاب الحقيقي المتفرد تأليفاً وأسلوباً وموضوعاً وطريقة تناول.. الكتاب الذي يبني ويضيف ويمنح ويغير ويحظى بالاحترام والاهتمام والتقدير، احتجتُ هنا الى ان ارفع نبرة المؤاخذة قليلا لاننا أمسينا بكل توجهاتنا نفضل ان نتسمر امام حوار عقيم في برنامج سقيم او تنويع لايقدم ولايؤخر ولايفيد على ان تخضل جوانحنا وافكارنا وعقولنا بتجربة ثقافية حقيقة يقدمها كتاب صادق البوح والروح ثري الاخذ والعطاء متنه غني يزهر ويثمر كلما تناولته المواقف وطاولته الشروح.
أسرع هنا، وأسجل ان معالجة هذه الكارثة الحضارية لايمكن ان تحقق بالرثاء والبكاء بين يدي ماهو حاصل وانما بالاقلاع الجاد عن كل عوامل القعود وعن اضاعة اعمارنا بزمانها ومكانها في الالتفات الى مغريات وملهيات نتأكد يوما بعد يوم من انها لاتمنحنا سوى الخسران المبين وليت ان المسألة تنتهي عند (الالتفات) مجردا او التوقف وانما تتعدى ذلك الى الامتزاج والفناء والتحول الى هباء وفتات.. اذاً سوف نلتقي في هذه الزواية كل اسبوع مع خلاصة كتاب من الكتب او المجموعات من اجل نحتفل معاً بإحياء (القارىء) الذي أَمَتْناه بين جوانحنا
نعم..
لنبدأ بجزءٍ يسير من الزمن وحيز هادىء من المكان.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|