وميض تشكيليون في الظل عبد الرحمن السليمان
|
منح الإعلام بعض الفنانين التشكيليين وبعض أنصافهم اهتماماً طغت فيه صورهم وأخبارهم ونشاطاتهم وآراؤهم على ما سواها، وهذا الأخذ بالإعلام وملاحقته هو ورجاله يظهر من مؤسسات أو قنوات تلاحقه هي الأخرى ليحقق لها الرضى والشعور بالاطمئنان والظهور أمام الرأي العام بالنشاط والحيوية ولو كان ذلك على حساب غيرهم وفيه الكثير من المبالغة.
الفنانون التشكيليون منهم مَن حظي باهتمام إعلامي بارز، ومنهم من دون ذلك، ومنهم من فضّل الابتعاد عن الإعلام ولو مرحلياً، ومنهم من يتباعد عنه بكل السبل والحيل والوسائل، وهؤلاء الأصناف نماذج موجودة في كل المجالات الثقافية (المسرح والموسيقى والآداب بكل أشكالها). في الفن التشكيلي نلاحظ التواجد والحضور، بل أحياناً التلميع الإعلامي الذي يحظى به البعض، لكن هذا يقابله تواجد البعض في الظل، هو ربما بُعد أو تباعد يفرضه الفنان على نفسه أو على تجربته، وربما يكون الإعلام نفسه بعيداً عن هذا المبدع لأسباب قد لا تكون معلومة.
يمتلك البعض قدرة على المخاطبة الإعلامية، وبالتالي فإن هذا الإعلام سيبحث عنه في أية صغيرة أو كبيرة ليحل بعض المطلوب والحاجة الآنية، وربما يكون الفنان أو نصف الفنان من هواة الإثارة الصحفية التي يبتغيها - أحياناً - الإعلام، وبخاصة المقروء لجلب ردود وجدل قد يكون عقيماً ودون فائدة، هذا خلاف سعي البعض لفرض اسمه وصوره وحضوره بأي شكل مهما سبب ذلك من إزعاج أو حتى تقزز للآخرين بسبب التكرار، بل وأذكر أن البعض كان يبعث بصور شخصية ما بين فترة وأخرى.
أرى أن في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة وأبها والقصيم وفي جدة والرياض وغيرها من مدن ومناطق البلاد أعداداً من المغيبين أو المنسيين أو الغائبين بمحض إرادتهم أو ممن يعيشون في الظل الإعلامي. والإعلام - وأعني الصحافة - يتوجه غالباً إلى أسماء معينة تكون أكثر جاهزية وتجاوباً، والواقع حاولت أن أحدد بعض الأسماء فوجدتها كثيرة، وهي بالمقابل ذات أهمية في تواجدها، بل أحياناً لبعضهم أسبقية في هذا التواجد، وإذا كان من معرفة بهم فقد لا تتعدى كثيراً المناطق أو المدن التي يعيشون فيها حتى مع خروجهم إلى مدن أخرى.
أذكر: (عبد الله الشلتي، وأحمد الأعرج، ومحمد الأعجم، وفيصل المشاري، وعدنان فيلالي، ومحمد العبد الكريم، ومحمد الصقعبي، ومنصور كردي، وأحمد العبد رب النبي، وتوفيق الحميدي، وعلي عيسى الدوسري، ومحمد الحمد، ومحمد العمير، وعبد الله المرزوق، وإبراهيم الزيكان). والواقع أن هذه الأسماء وغيرها قامت أو تقوم بدور في الساحة التشكيلية المحلية وفق ما هو متاح لها أو ما يرضيها، وعندما نأخذ اسماً مثل السبت أو كردي على سبيل المثال فسنجد أن لكل منهما تواجداً مبكراً في منطقته، بل إن كردي كان ضمن المشاركين في المعارض الجماعية التي أقامها مركز الفنون بجدة أواخر الستينيات الميلادية بجانب بكر شيخون وعبد الحليم رضوي وضياء عزيز وغيرهم، أما السبت فهو الآخر كان له تواجده على مستوى المنطقة الشرقية ومعه الحميدي والعبد رب النبي وعلي الدوسري الذي عرض أعماله منذ بداية السبعينيات في الدمام ولم يزل يعمل بهدوء وصمت مثل آخرين (الصقعبي في الدمام، والعبد الكريم في الدوادمي، والأعرج والعمير في الرياض، وبوقس في جدة، والشلتي في أبها) وغيرهم، وقد يفاجئونا بأعمال جديدة ومثيرة في بعض المناسبات الفنية كالمعارض أو المسابقات حريصين معها على الابتعاد والركون إلى ظل الفن الذي يمنح بعضهم شيئاً من الرضى.
أعتقد أن الساحة التشكيلية السعودية تعرف الشلتي والمرزوق والأعرج وأبو قس وغيرهم، لكن الإشكال هو في انحياز الإعلام لمن هم أكثر استعداداً واستجابة، وبخاصة على مستوى الفلاشات السريعة التي تجعل للفنان حضوره وتواجده، بل رأيه حتى وإن لم يكن ذا قيمة.
aalsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|