أأبقى هنا في جوف بيتي مسهداً |
أقاسي الهوى.. والحب أعتى تمردا |
يصاحبني حرفٌ أرق من الشذى |
ولكنه يقسو إذا صافح اليدا |
قراطيس أشقتني وزادت مواجعي |
وجارَتْ.. فما ألقى الزمان المورّدا |
حَبوْتُ إلى العلياء إذ كنت يافعاً |
فصرت إليها يافع الروح.. أمردا |
فلما غزاني الشيب فارقت ساحها |
وعدت أسير الهم أشكو التشردا |
لقلبي أن يشكو وللعين دمعها |
وللنفس أن تشقى وأن لا تعيَّدا |
مواعيد أضنتني ومدَّتْ ليَ الرجا |
أما كان لي من بينها الموت موعدا؟! |
دعتني إلى زهدي خيالاتُ شاعر |
وفلسفةٌ في الفكر شعَّتْ مجددا |
وأرهق هذي الروح شيءٌ من الذَّكَا |
أراه بذهني دائماً متجددا |
وأندب حظي ما لحظي معاندي؟ |
إذا شئت أن أحيا يشاء ليَ الردى |
غرقت بأوهامي وللشعر وهمه |
وللشاعر الحسّاس أن يتشهدا |
أعيش حياة كلها رهنُ لفظةٍ |
إذا قلتها بان الشعور مجردا |
مشاعر قلبٍ لا يلين على المدى |
ولا ينحني إلا لربي إذا اهتدى |
أما في الكؤوسِ الطافحاتِ حقائقا |
بقايا أرى فيها الحقيقة مشهدا؟ |
متى أبصر الدنيا التي قيل إنها |
من الماء أشهى أو أرقُّ من الندى؟! |
وكيف أنال الوصل منها وفي دمي |
أعاجيب تسقي القلب سمّاً مسوَّدا |
لئن طال ليلي فالصباحات شرّدٌ |
وأُضحي كما أُمسي من الهم مجهدا |
أخي في معاناتي لقد ضاق صدرنا |
وضقنا بحمل الهم.. فلْيشمتِ الِعدا |
على غيرنا تهمي المزون سخيةً |
وتزورّ عنا حين يختنق المدى |
ولي في الورى فخرٌ.. فشعري كله |
نسيبٌ.. فلم أمدحْ ولم أهجُ سيدا |
عزائي أنا في الشعر والحب والرؤى |
ولولا الثلاث البيض ما نلت موردا |