يَلْطِمُ البَرْدُ.. مِعْطَفِي وضُلُوعِي |
ثمَّ يمضي.. كَسَارقٍ مفجوعِ |
بات يعوي على الجدار.. كذئبٍ |
ما تعشَّى.. يخافُ لُؤْمَ القطيعِ |
الشَّبابِيكُ صامداتٌ.. ولكن |
بين أهْدَابها.. ظلامُ الخُضُوعِ! |
يا لحافي: جَبُنتَ.. لا.. لم تكُنْ لي |
حاضناً.. وانكمشتَ مثلَ الرضيعِ! |
حُلماتٌ.. تناثرت فوق جلدي |
مِنْ بعوضٍ.. ينقضُّ مثلَ الجوعِ |
يا عُيونَ المساءِ.. يا.. خبِّئوني |
فالرَّوابي.. تشتاقُ حُضنَ الرَّبيعِ |
يا جُرُوحَ الآهاتِ.. قالت: سَمِعنا |
وأتيْنَا.. مع الصَّدى المسمُوعِ |
تاهَ في زَحْمةِ الخلايا.. فؤادٌ |
يحتسي قهوةَ الأسَى.. من ضُلوعي |
كادَ يغفُو.. وكيفَ يغفُو؟.. وأَمْسِي |
كَغَدي.. يشتهي طُيُوفَ الهُجُوعِ |
قامَ يَبْنِي على البِحَارِ.. خيالاً |
مِنْ جُنُونٍ.. من صرخةٍ.. من دُمُوعِ |
رُبَّما.. صادَفَ الدَّلافينَ يوماً |
فامتَطَى ظَهْرَهَا.. لظَبْي منوعِ |
فانثريني.. على الهِضَابِ.. وُروداً |
تَرْضَعُ العِطْرَ.. من نُهُودِ الفُروعِ |
واطرَحيني.. على الفِراشِ.. مساءً |
يحضنُ النِّجْمَ.. في عتابٍ وديعِ |
كيفَ لا تذْكُرينَ.. همسةَ كَفِّي؟ |
فوقَ جِفْنَيْكِ.. فوقَ ثَغْرٍ بديعِ |
كيفَ لا تَذْكُرينَ.. خِطْبَةَ أُمِّي؟ |
ألأنِّي الفقيرُ.. وابنُ القُنُوعِ! |
إنَّها طَلْقَةُ الفِراقِ.. فَوَيْلي! |
يَذْهَبُ المُسْتَطيعُ بالمسْتَطيعِ |
ربَّما.. تُنْبِتُ الأصابعُ حِبْرَاً |
فأبُثُّ الشَّكْوَى.. لِرَبّ سَميعِ |
وَعَلى الغُصْنِ.. ذِكرياتُ طُيورٍ |
أخْمَدَ الموتُ.. حُلْمَهُم بِرُجُوعِ |
يَرْتَخِي الوَصْلُ كالإزارِ.. إذَا مَا |
أَسْرَعَ العاذلُونَ.. في التَّقْطِيعِ |
(فَجَمَالٌ بلا حياءٍ.. كوَرْدٍ |
دُونَ عِطْرٍ).. يُرْمَى بِغَيْرِ مَبِيعِ |
* (ما بين القوسين مقتبس من عبارة: «جمال بلا حياء.. وردة دون عطر» لبوشكين).