نص حائط حكيمة الحربي
|
تورمت أقدامها.. وسكنت الدمعة أحداقها.. | وقد أنهكها المسير في دروب الليل الطويل. | الذي نسج خيوط ألمها.. ليجدلها مع ضفائر الشمس الآيبة! | تحاول مع كل رعشة تنتاب أطرافها المتعبة أن تزيح أسداف العتمة، وتتسلل من بين ثغور نكباتها لتهتدي الى مدائن تختبئ خلف تلال البعد.. | وسراب العمر الخادع! | ولم تجد إلا حائطاً عرته السنين وهدمته ريح الزمن. | ولم يبق منه إلا جزءاً.. | أسندت عليه ظهرها ونامت |
لثم الليل جبين المدينة الغافية.. | لم يحرك سكونه إلا صرير | نافذة ساكنة في أحداق | الزمن الموغل في القدم! | انبعث على استحياء ضوء خافت.. | تسلل النسيم الآتي من غابة بالجوار الى النافذة. | وانعش يبس أزمانها.. وأضاء عتمة دارها. | وما أن انفتح الباب على اتساعه حتى تحول النسيم | الى عاصفة هوجاء اقتلعت كل شيء!!. |
الليل ينشر عباءته، ويستسلم لإغفاءة طويلة! | والروتين يبسط سطوته بكل قوة.. ما تلبث الأنفس إلا أن | تستسلم له طواعية | ثمة إحساس مات بينهما منذ زمن.. | وينسج الصمت خيوطه السميكة على جدار ذاتيهما | اتخذا مكانيهما على الطاولة في ركن قصي من المطعم | المخصص للعائلات. | كل واحد منهما يحدق بالفراغ الذي أمامه، ويتحاشى | ان تلتقي نظرته بالآخر! | خرجا.. والصمت يمتد بينهما مسافات.. مسافات! |
+++++++++++++++++++++++++++ | * Hakema_h@hotmail.com |
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|