إلى عبدالله الطيِّب بعد الرحيل عبدالوهاب طه *
|
بدر بن أحمد كريِّم*
إلى صاحب المرشد "مصباح التائهين"، من نافذة القطار "سيرة ذاتية"، مع أبي الطيب، بين النيْر والنور، التماسة عزاء بين الشعراء، أحاديث من فاس إلخ..
ومن الدواوين: أصداء النيل، بانات رامة، أغاني الأصيل، اللواء الظافر.. وفرائد أخرى منثورة هناك وهناك..
إلى روح الأديب عبدالله الطيب المجذوب الطاهرة، أقدم هذه "التعزية" المتواضعة.. وأسأل المولى جلَّ جلاله أن يرحمه ويوسع مدخله ويكرم نزله ويسكنه غرفات الجنان جزاء ما قدم لدينه ووطنه وأهله من وفير الجهد وسخي العطاء..
دوحةُ الخير
قرَّ في خافقي الأسى والجراحُ
وغدا مظلماً بدربي الصباحُ
واستبدّت به العواصفُ تترى
كالحاتٍ.. تمور فيه الرياحُ
لفقيدٍ قد نال قصَب السب
ق.. عبقريّ ً، خيالُه لمّاحُ
وإذا صال في المحافل روَّى
كلَّ ذي غُلّةٍ.. رؤاه صِحاحُ
ولدى القِرى تراه سخيَّاً
فاتحاً بابه.. وفيه صلاحُ
وله "المرشدُ" الذي لولاه
لفشا في البلاد جهلٌ صُرَاحُ
***
أين منَّا الإمساءُ والإصباحُ
هَجَرَ الأيكَ طيرُه الصدَّاحُ
أين منا اللقاءُ إثر لقاءٍ
في ديارٍ طابتْ بها الأرواحُ
نتهادى الأفكارَ.. ثَمَّ ترانا
كالفراشاتِ .. يحتويها جناحُ
نطلبُ العلم صافياً ليس في
نا من توانى.. فغدوةٌ.. ورواحُ
والمَعينُ الفراتُ يأوي إليه
من تدانى.. أو أبعدته البِطاحُ
***
كان فينا كما السُّها في ليالي ال
محاق.. منارَ الهدى .. مناهُ النجاحُ
وبذا اليوم وسَّدوه ثرى القب
رِ.. وهو اليومَ في الثرى يرتاحُ
وديارُ المجذوبِ أمسى بنوها
ثم أضحَوْا.. في كلِّ قلبٍ جراحُ
ورحابُ النُّهى.. ومنتدى كلِّ حَبْرٍ
عمّها الحزنُ.. واحتواها النُّواحُ
كيف لا! والفقيدُ دوحةُ خيرٍ
قد سقاها الوابلُ السحّاحُ
فَعَلَتْ في السماءِ تُثْمِرُ فيضاً
يعربيّاً.. على المدى ينداحُ
فيكِ يا "دامرَ العُلا" دَرَجَ الشي
خُ .. وازدهتْ بتالدِ المجدِ ساحُ
وجرى في الوهادِ سَيْلُ عطايا
ه.. فغاض الدُّجى.. وآض (1) الصباحُ
(1) آض: عاد.. والمصدر (الأيض)
+++++++++++++++++++++++++++
* كاتب وأديب سوداني
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|