الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 7th July,2003 العدد : 19

الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

أعراف
من الفوضى السّائدة:
نصوصٌ باردة!!
محمد جبر الحربي
لعلّ أول من بدأ مشوار تخريب الإبداع، هو من أطلق كلمة "نص" على القصيدة.
ثمّ ساهم من ساهم باستسهال الإبداع إلى تفشي هذا المرض البارد الساري، واللا نمطي.
وسأحاول هنا بتجربة عملية في معمل البياض تقصّي هذا الفيروس، وستكون أدواتي القلم، والورق الأبيض، والساعة تشير إلى الثامنة تماماً من صباح الخميس: وسنبدأ بالنظم أولاً:
"الصبحُ والعشقُ والأيامُ والورقُ
أقتاتهم ودمي يقتاتُهُ الأرقُ
يا مكرماً بالهوى قلبي ومعتقَهُ
ماذا فعلت فقلبي ليس ينعتقُ
هذا البياضُ أمامي لا يذكّرني
إلا بنورك مخفوراً به الألقُ".
أمّا شاعر التفعيلة الحديث العاشِق العجِل المبهور فسيقول:
"هذا حضورك يا أنثى
وهذا الأبيض الزهريّ لي
ولك التأمّل في دمي
سأعيد تكوين اللغة
وأعيدُ ترتيب البنفسجِ
في ثنايا العسجدِ الأبهى
من الطوفان
حتى رعشة الأفعى
إذا رقص البياضُ
أصابعي تسعى
إلى النارِ المحيطةِ بالبروجِ
لكي أذيبَ ثلوجك المُلقاةِ
فوق الأَرْزِ في الصّحراءِ
لا سفحٌ لماعزِ أحرفي
غيرُ البياضِ
وجهلكِ الغجريّ."
أمّا شعر ما بعد التفعيلة فسيكون كالتالي:
لتأتي الوعول
الجسد/ فريسَة المعنى
والمعاني خِراف الأنهار المحلّقه
فحلّق أيها البياض
ولا تكن كالرّمان
لا بدّ من يدٍ عاتيةٍ
لكشف أسراره المرجأة.
***
حلّق يا بياض السديم
فهناك ستستريح ثعالب الكلمات
ولقالق الفضّة.
هناك ستصرخ النسوة
وتبكي نوارس الزرقة الخجولة
على عتبة المذبح الإغريقي الحزين.
***
حلّق يا بياض الهيولى
فقلب الدلافين المجنّحه
أسود من رنين الأموات
***
حلّق وخذ خاصرة العوسَج بيدك
خذها برفق
وافرش لها منديل الفضيلة الأبنوسي
على رصيف الزنابق العشبيّ
***
المرأة/ جسد
الجسد/ بدء النهاية ونهاية البدء
البدء والنهاية
ميلاد البروق
ليشتعل الكون
لنشكّل الأسرّة من خشب الغزاة
أمّا المستعمرون فلا أشجار لهم
هكذا حدثتني سنابل الضوء
ومناجل الرحمة
افتحوا كتاب الحكمة
لتتدلّى مشانق الكلمات.
اقتربي الآن
فعِنّابُ الطفولة يحتضر
على شوك الزجاج
والمرايا خدعة الأعمى
والقبور ملاذ السجناء.
***
إذاً حلّق أيها البياض
حلّق في سماء العتمة اللازورديّة
وستتبعك عصافير الحنطة
وفراش الزمهرير."
أمّا إذا سردنا فسنقول:
"لم يتمكّن سالم من إغلاق زجاج البياض جيداً بمزلاج السنين الصدئ. كانت الريح أشدّ من كلّ ما ألمّ به منذ مراهقته الغضّة. الأبواب لا تحدّث الموتى، هكذا تذكّر والده وهو يحتضر حين بكت شوارع منفوحة..
ذلك البياض الذي يسبق العاصفة، ثم فكر وهو يسبر الفراغ بعصبية ازدادت حدتها مؤخراً منذ رأى الطبيب الذي لا يجيد العربية. تلك العاصفة التي تسبق البياض!!
لا نفع من ذلك. لقد شكّ منذ البداية في نفعه كطالب فلسفة في الجامعة حين التقى بعينيها لأول مرة. قالت له البياض زاد الجبناء. لم يفهم ذلك في حينه. اليوم لا يزور المقبرة. وهي غادرت إلى لندن مرة واحدة. والعالم أسود من بياض شعره.
غابة الزجاج والمرايا. كذلك الذئب الذي لم يعد قادراً على العودة فظلّ يتقدم حتى سقف الأمواج.. حتى البياض الذي يقوده دائماً إلى عينيها السوداوين، وشعرها الأسود.. وقلبها...".
وأما المتماهون، المتداخلون مع لعبة النصوص فسيقولون:
"الصبح والعشق والأيام والورقُ، هذا حضورك يا أنثى، سنعيدُ تكوين اللغة (إذا رقص البياض أصابعي تسعى) لتأتي الوعولُ/ الجسدُ فريسة المعنى/ احضري يا خراف الأنهار المنهكة/ لقد شك منذ البدء/ أهو البياض الذي يسبقُ العاصفة، أم هي العاصفة التي تسبقُ البياض"
أما ما سننتظره غداً فسيكون:
"ب/ . . / ض
ما الذي سقط من النهر؟!
ياء الكون
ا امرأةٌ بلا عينين
كيف تستقيم القصيدة
. . . . . . . . . .
الكونُ لا كيف ينتهي
المرأةُ لا كيف تبصر
امتزجي يا قوى النار في الجسد الملقى على:
س د ي ر
الراحة
(الكون والمرأة) من شجرة واحدة
أسميها شجرة التراب والنار.. أسميها أنا.
إذن أنا = الكون والمرأة والشجرة والنار
؟؟؟!!! استيقظ يا نهر الأسئلة".
***
انتهت التجربة في تمام العاشرة من صباح الخميس
فالسلام عليكم ،والأخيرة ليست من النص !!
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved