المحررون النقطة محمد المنيف
|
وقع في يدي قبل سنوات مجلة لبنانية رائعة تعنى بالفنون التشكيلية لا أدري هل هي باقية أم أنها غابت كما غاب غيرها من الاصدارات التشكيلية العربية. المهم هنا هو عنوانها "النقطة" اللافت للنظر لذكاء من اختارها لتكون عنوانا جامعا لكل ما يعنيه الابداع الانساني.
فعلى الرغم من صغر حجم كلمة "النقطة" وحجم ما تعنيه في حال النظر اليها على حالها دون تفصيل أو تعرف على مدلولاتها فهي كبيرة بحجم البحر والسماء وكل ما سطره قلم عندما نضعها في موقعها في اللغة والجملة والعبارة.
فالنقطة متحركة غير ساكنة في الظل أو النور.
وذات مدى في حال توظيفها في الرقم والمسافة والقياس.
تلك هي النقطة التي تشكلت منها كتابة التاريخ واختتمت بها القصائد.
هي النقطة التي تعني الصفر في الحسابات وأرصدة البنوك الكبيرة.
هي النقطة التي تشكل قضية عظيمة على سطح الورق والصحائف تتسع مساحتها مع كل الاتجاهات لتصبح دائرة ومربعاً أو شكلا من أشكال الرسم الهندي فتعمر بها الحضارة بكل أشكال البناء أو ان تمتد لتصبح معاني وشواهد تاريخية تحكي بطولات ومواقف وروايات ثم فكر وثقافة وأدب أو أن تذوب ألوانا على مساحات اللوحة.
النقطة هي أول ما يقع من رأس القلم والمداد على أي سطح أو مساحة من ورق أو خلافه.
وعلى الرغم من هذا تبقى هي الضئيلة والصغيرة والهامشية في غالب الأحيان.
من المؤلم ان يكون هناك في حياتنا من يشبه النقطة، فلا يمكن لخطاب أو مقالة أو قصة أو رواية ان يستغني كاتبها عن وجودهم فيها أو يقوم انجاز أو بناء. أو مد جسر تواصل من دون أن يكون لهم فيه موقع ودور فاعل، ورغم هذا يبقون نقاطاً في هامش الحياة لا يتاح لهم التواجد إلا في الخاتمة التي يقفل بها من تحقق له النجاح نجاحه.
+++++++++++++++++++++++++++
فاكس 4851844
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|