الشعر العامي.. وتشويهه بغلو "الهلاميين"
|
* الثقافية سعيد الدحية الزهراني:
الأدب الشعبي يعد كما نعرف جميعاً إرثاً ثميناً يضم في ثناياه كنوزاً ثقافية وحضارية مهمة ان تناولناها بطريقة جادة وعقلانية واتزان فإنها حتماً ستضيف الكثير لواقعنا الثقافي والحضاري.
هذا الأدب وكما ألمحت يتشكل من أنساق مختلفة ومتفاوتة في الأهمية والحضور وما إلى ذلك.
ولعل من أبرزها بل الأبرز من بينها على الاطلاق وما يأتي في طليعتها هو الشعر العامي فما نراه من اهتمام مبالغ فيه بالطبع بالشعر الشعبي وشعرائه عبر وسائل الإعلام المختلفة خير دليل على تسيده غير المستحق.
الغريب في الأمر ان من يتعاطون هذا النوع من الأدب يطالبون بالدعم الرسمي لهم من خلال المؤسسات والجهات الثقافية الرسمية.
نحن هنا لا نطالب بإلغاء أو تهميش أو طمس معالم هذا الفن الأدبي الجميل فهو بلاشك جزء من ثقافتنا وحضارتنا وموروثنا الإنساني عامة وأتمنى ألا يفهم ما أكتبه منا على أنه رفض أو مصادرة له.
ما أرفضه وما يسيئني كما يسيء الكثيرين هو طريقة تناول هذا الأدب أو طريقة من يتناوله أو تناول المنتمين إليه.
فهؤلاء نجدهم يبالغون في تجميده والانكفاء عليه لدرجة الرفض لهم ولما ينافحون عنه.
ولا أعم في هذا الصدد فهناك من يتخذ العقلانية والاتزان منهجاً في هذا المجال وفي غيره بالطبع ومع هذا تجدهم رموزاً يحتذى بها أمثال الدكتور سعد الصويان. ما دعاني لكتابة هذا هو ما دار في خيمة الثقافة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض حيث أقميت ندوة بعنوان الموروث الشعبي جزء من الثقافة أنواعه وفنونه، التي شارك فيها كل من الدكتور سعد الصويان والدكتور عبدالله المعيقل والدكتور سعد البازعي.
فمن الوهلة الأولى تكتشف ضحالة بعض من يقوم على هذا الجزء من الأدب وذلك من خلال هذا العنوان الفضفاض الذي من غير الممكن ان يطرح بهذه التلقائية الباهتة ليناقش بكل مايحمله من تفاصيل في ندوة سيقاسمها الشعراء غير المدعوين إلى جانب الربابة وأشياء أخرى.
فضلاً على طريقة التنظيم والإدارة التي ظهرت في أسوأ صورها المخجلة فقد لا تكون مبالغاً إن وصفت من ينحسب إلى هذا النوع الأدبي (بالأميين) أو كما وصفهم الدكتور البازعي بأن ثقافتهم ثقافة هلامية هشة لا توصي بأكثر من السطحية المتناهية.
كان من المفترض ان تكون الأسماء المشاركة محددة مسبقاً لتقدم ما لديها وبعدها تأتي مداخلات الحضور المؤدب.
أو ان يترك الأمر مفتوحاً من البدء حواراً ومداخلة وتعليقاً ومشاركة بقصيدة أيضا وما إليها.
أما ان يكون الأمر مزجاً رديئاً بين هذا وذاك فهذا اما أدى إلى فشل ذلك الملتقى وخروجه بالشكل الباهت وغير المرضي.
الدكتور سعد البازعي، الذي انسحب قبل انتهاء الندوة بما يقارب ثلث الوقت المتبقي تحدث ل"الجزيرة" قائلاً:
أشكر الجمعية على هذا التوجه نحو تفعيل الأدب الشعبي ودعمه بالشكل الجيد المتزن لكني أتمنى ان تتسع صدور الاخوة في الجمعية لبعض الملاحظات التي تتمثل في إدارة الندوة والطريقة التي اتبعت فيها التي أدت كما رأينا إلى تناقض الأصوات المشاركة وتداخلها فيما بينها مما أدى إلى خروج الندوة بشكل باهت في نظري.
أيضاً كان هناك مزج غير منسجم بين طرح معرفي متزن وبين طروحات أخرى ارتجالية أقل مستوى.
وعن الجو العام للندوة من حضور وجماهير ذكر د.البازعي ان العشوائية والتنظيم السيئ كانا المسيطرين بشكل واضح على الجو العام للندوة ما يوصي بثقافة هلامية لأولئك الحضور "جماهير الشعر الشعبي". أما عن تأييده للشعر العامي أو معارضته له فأكد د.البازعي على أنه يؤيد وينحاز للشعر أو الانتاج الجيد حيثما كان.
وفي ختام حديثه أكد د.البازعي على أهمية العمل والاتجاه نحو الإدارة والطرح المنظم الجاد والراقي لكي ننتج ما هو جدير بالمتابعة والاهتمام.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|