| قُلْتُ يوماً: إني رمَيْتُ سلاحي |
| واستَكانَتْ حالي إلى الأشباحِ |
| لمْ يَعُدْ في القلب الشفيفِ مزارٌ |
| لِمُراءٍ أو مَنْبت للجراح |
| قد كفاني ما ذُقْتُهُ مِنْ وعودٍ |
| لطَّخوها بالغَدْرِ كلَّ صَباحِ |
| وكفاني لَسْعُ الأصَيْحابِ والأهـ |
| لِ فما زالَ السُّمُّ في الأقداحِ |
| ليتني أنسى جرحهم ليتني بع |
| ضُ نبيّ في الصفح والإفصاح |
| ليْتَهمْ عاشوا للصَّفاءِ، فما أح |
| لاهُمُ، قد مَشوا على الأتْراحِ |
| قلْتُ يوماً: إنِّي ضمَمْتُ صِحابي |
| فَلَهمْ أحيا، نَبْضُهُمْ مفتاحي |
| وصفاءُ الأعمالِ بلسمُ عمري |
| ولقاءُ الأحباب دَرْبُ النجاحِ |
| كم زَرَعْتُ الآمالَ في كلِّ دَرْبٍ |
| وغَرَسْتُ الأنداءَ فوقَ البطاحِ |
| لَمْلَمَتْ روحي طاقةً مِنْ ورودٍ |
| وقصيدي عَطَّرْتهُ بالأقاحِ |
| كم غَزَلْتُ الحبَّ لكلِّ عشيقٍ |
| ونَسَجْتُ الأثوابَ للأفراحِ |
| فَرَحُ الآخرينَ سرُّ ابتهاجي |
| وأساهُمْ مُعَكِّرٌ لِصدُاحي |
| إنْ بَكَوا يوماً فالبكاءُ نصيبي |
| أُحْرمُ النومَ والدموعُ وشاحي |
| كَمْ غَسَلْتُ الأوهامَ والغمَّ يوماً |
| ودعَوْتُ الرزّاقَ زرْعَ الفَلاحِ |
| ما عَرَفْتُ الأحقادَ يوماً، وما كن |
| تُ غُصَيْناً يذوي أمامَ المُتاحِ |
| لي فؤادٌ يرفُّ للنورِ، يجري |
| لحياةٍ معمورةِ الأدواحِ |
| كم تجرَّعْتُ غدْرَهُمْ غيرَ أنِّي |
| قد تَسَلَّحتُ بالهدى والسَّماحِ |
| بَعدَ هذا لم يَبْقَ إلا يقينٌ |
| كانَ أمْضى مِنْ عاتياتِ الرّياحِ |
| عُدْتُ للنورِ أحتمي بدروبٍ |
| عَقَّمَتْها نَفْسٌ بأقوى سلاحِ |
| عُدْتُ للنَّبْعِ ذُقْتُ شَهْدَ لَماهُ |
| إنَّهُ الحقُّ موقظُ الأرواحِ |