حروب الهوية ومستقبل التفاوض مع الغرب نحو المشروع العربي لإدارة النوازل الدولية واستباقها
|
تبحث هذه الدراسة في مستقبل التفاوض مع الغرب، في ظل أجواء عاصفة تتسم بمستويات صراعية متعددة لا شك انها قد وصلت في سياقات بعينها إلى حد حروب للهوية، خاصة بعد أحداث الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001م. قدمت هذه الدراسة في صورة تحليلية، مشاهد من تفاعلات ولقاءات مؤتمرات «حوار الحضارات»، وحددت أوجه الخلل القائمة بغية محاولة تقويمها، والخروج من دائرة التفاعلات السليمة في إطار هذا الموضوع الحيوي الذي يدخل في مواضيع إدارة هذه الأزمة الممتدة.
كما أوضحت ما طرأ على الوضعية التفاعلية لسيناريوهات الإسلام والغرب بعد أحداث سبتمبر مع التركيز على الاستراتيجيات الثلاثة الرئيسية التي تم توظيفها في إدارة المراحل الأولى من هذه الأزمة.
وقد عنيت الدراسة بتقديم رؤية لأحد مشروعات الاستشراف وإدارة الأزمات واستباقها وتطورها في عالم اليوم باعتبارها الوعاء المؤسس الديناميكي المرتبط بعمليات صنع واتخاذ القرارات، وتفعيل دبلوماسية المسار الثاني الأكاديمية والإعلامية بالمستوى المؤثر الذي يمكن من إدارة مباريات تفاوضية على مسارات متعددة.
وقد أوضح المؤلف في تمهيد الكتاب، انه منذ القديم كانت للحروب والصراعات دوافع وأهداف متعددة، ولكن كان نصيب حروب الهوية هو الأعلى، حتى وان استخدمت كغطاء لعمليات الاستيلاء على الثروات أساساً، فقد كانت الهوية ولا تزال من أكثر المفاهيم التي تستخدم للتعبئة في أجواء العواصف والصراعات والنزاعات والحروب، والتاريخ الأوروبي مليء بذلك، ثم بين المؤلف كيف تغير الفكر عندما جاء الإسلام بنوره على العلم، فقد أمد البشرية والفكر الإنساني بقيم التقوى والسلوك الراقي والرشيد والحضاري كأساس للعلاقة بين البشر وبعضهم ببعض.
وللدخول في قضية الكتاب طرح المؤلف التساؤلات التالية: ما المقصود أولاً بمنظور لغويات التفاوض في سياق هذه الدراسة؟ ماذا عن الخريطة الذهنية لوضعية سيناريوهات الإسلام والغرب من منظور لغويات التفاوض قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وماذي استجد على هذه الخريطة الذهنية التفاعلية بعد تلك الأحداث؟. ماذا عن قراءة ضرورية في «عقل الأزمة» بمعنى آخر ماذا عن أسلوب تفكير أطراف الأزمة في إدارتها وكيف انعكس ذلك في الاستراتيجية التفاعلية وأنماط الحوار والحجج والمرجعيات اللغوية والفكرية، وأساليب التفاوض وطبيعة مباريات التحالف أو التنازع وإدارة الغموض والتي صاحبت ولا تزال تصاحب المراحل الأولى من هذه الأزمة الدولية، فماذا عن وضعية سيناريوهات الإسلام والغرب في إطارها؟. ماذا عن معضلات إدارة هذه الأزمة الدولية خاصة فيما يتعلق بدور المفاوض الممثل للواقع العربي الإسلامي؟ على صعيد دبلوماسية المسار الأول «الرسمية» ودبلوماسية المسار الثاني غير الرسمية؟ وماذا عن صياغة وتفعيل أجندة واضحة للتفاوض والحوار المطلوبين؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات قسم المؤلف دراسته إلى ثلاثة أجزاء جاءت على النحو التالي:
الجزء الأول: الخرائط الذهنية لسيناريوهات الإسلام والغرب: ما قبل أحداث سبتمبر 2001 وبعدها من منظور لغويات التفاوض، وقراءة في عقل أزمة الحرب الجديدة الممتدة، حيث أوضح الباحث في هذا الجزء ان الخريطة الذهنية من منظور لغويات التفاوض لوضعية تفاعل سيناريوهات الإسلام والغرب اختلفت بعد أحداث 2001م وأصبح لا يمكن النظر إلى سيناريوهات الإسلام والغرب الا من خلال خريطتين متكاملتين: الأولى للوضعية التفاعلية لسيناريوهات الإسلام والغرب قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والثانية للوضعية التفاعلية المستجدة لهذه السيناريوهات التي أصبحت في عمق الأزمة الدولية المفصلية الأولى في هذا القرن في تاريخ العلاقات الدولية، وهنا سأل المؤلف: ماذا عن المطلوب إنجازه على المدى الآتي والسريع مع الإيقاع المتغير للأزمة الممتدة عربياً وإسلامياً؟ وماذا عن إدارتها لصالح الأجندة الوطنية للأمة العربية الإسلامية على المدى الممتد بحيث يمكننا استباق ما قد يمكن استباقه من خلال التصورات الواضحة وآلية ديناميكية لمشروع عربي وإسلامي لإدارة النوازل والأزمات واحتوائها من خلال الفرق العلمية القادرة على الإسهام الحقيقي في إدارة تفاعلات الأزمة خاصة على صعيد دبلوماسية المسار الثاني التي يتم في إطارها إدارة أكثر تفاعلات الأزمات عادة؟.
وقد ناقش المؤلف «من خلال رسم توضيحي» مجموعتين رئيسيتين من السيناريوهات:
المجموعة الأولى: وتدخل في سيناريوهات الإسلام والغرب الصدامية أو المتعلقة بصدام الحضارات حيث المباراة الصفرية.
المجموعة الثانية: وتدخل في إطار السيناريوهات المطروحة على ساحة التفاعلات الدولية فيما يتعلق بموضوع الإسلام والغرب حيث التواصل الإيجابي عبر الثقافات.
واختتم هذا الجزء من الكتاب بمقالات هامة ل: صموئيل هنتينجتون الأستاذ بجامعة هارفارد عن عصر تكنولوجيا العداء للمسلمين. فوكوياما أستاذ الاقتصاد بجامعة جون هوبكنز جامعة شيكاغو عن «هل هي نهاية التاريخ؟» حيث ادعاءات الفاشية الإسلامية.
الجزء الثاني: نحو مساحات التفاوض المهجورة، نحو المشروع العربي لإدارة سيناريوهات المستقبل واستباق ما قد يتوقع من النوازل/ الأزمات.
بدأ المؤلف هذا الجزء بأهم ما تم استنتاجه من التحليل المقدم في الجزء الأول، ثم بدأ تدشين الجزء الثاني بالدخول إلى مساحات شاغرة أو مهجورة لم يتم استغلالها أو الخوض فيها بشكل مقبول لصالح الأجندة العربية الإسلامية، وأوضح ان أهم مساحات التفاوض الاستباقي المهجورة تتمثل في «عدم تدشين مشروع عربي للاستشراف بالمعنى الديناميكي المتكامل والتفاعلي والمستمر دون التقييد بفترة زمنية محددة من أجل تحديث النتائج بشكل مستمر تتيح التعامل مع إيقاع التغيير المتلاحق وغير المسبوق والذي أعطى لمعنى التغيير معنى جديداً، وكذلك من أجل التفعيل الإيجابي للسياسات التنفيذية على صعيد دبلوماسية المسار الأول الرسمي ودبلوماسية المسار الثاني والتي تتخذ أشكالاً متعددة وتدور في إطارها أغلب عمليات التفاوض في هذا العصر»، ثم بدأ الباحث يوضح ما يقصده بالمشروع العربي لاستشراف المستقبل، ثم حدد التصورات المنهجية لفقه النوازل الدولية وسمات المشروع المقترح وأسئلته.
الجزء الثالث: المشروع العربي لاستشراف المستقبل، ورؤية تكاملية مقترحة بين فقه النوازل الدولية وعلم التفاوض وإدارة الأزمات واستباقها: يسعى المؤلف في هذا الجزء إلى تقديم رؤية تكاملية أساسية بما سماه ب «فقه النوازل الدولية» وعلم التفاوض وإدارة الأزمات، سعياً لاستحضار مفهوم الاجتهاد الواجب في الفقه الإسلامي من منظور العلم الحديث الذي ينطلق من القواعد المقصدية السامية للدين الإسلامي ثم قام بتعريف المقصود بفقه النوازل الدولية في إطار هذه الدراسة واستباقها بين التجديد وإشكالية الجزء المنعزلة في واقعنا الثقافي واستعراض آراء العلماء في الفقه الإسلامي في هذا الأمر وكيف تكون سمات الحضارة الإسلامية الحقة. ويقع الكتاب في «140» صفحة من القطع الكبير.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|