نص صديقي السابق سعد بن محارب المحارب الرياض
|
... لا أحد يختار لحظة موته، ولكنني اخترتُ هذه اللحظة لموت صداقتنا !!
نعم صديقي السابق، لقد انتهت علاقتنا.. وفي الحب والصداقة أصدق الحب كما في الحرب عندما تنتصر «لا شيء ينجح مثل النجاح»، وعندما تخسر لا تعود الأسباب مهمة... أو مفيدة.
لذلك لن يعود من المهم ان نتبادل أدوار الادعاء والدفاع.. فقد أمسى نجاحنا في ذلك معادلاً لفشلنا.. ذلك ان المريض قد مات.
لماذا أكتب هذا النص ؟؟.. لأبوح بشعوري، ولكن ما هو شعوري ؟؟..
الحزن/ الألم/ الفجيعة/ الانكسار/ الإحباط/ التعاسة/ البؤس .... أم أنه السعادة/ الراحة/ السرور/ الانفراج. الفرح/ الفخر/ الاعتزاز .... ربما .. ربما، ولكن بالتأكيد أني وأكثر من أي شيء مصاب بدهشة لا تنتهي، فلم يكن خيالي على رحابته يتسع لاحتمال نهاية ما بيننا، ولو اتسع لما اتسع لأن أكون أنا من يقرر ذلك.
صديقي السابق، أنا آسف .. آسف لأني أحببتك أكثر من الجميع.. ولأني أسكنتك قلب قلبي، واقتسمت معك روحي.. ولأني كنت أشتاق إليك أكثر مما أحصي.. ولأني كنت أتلقى جروحك جميعها مثل بحر يبتلع كل شيء دون ان يفقد ابتسامة الترحيب بكل قادم.. ولأني كنت أعطيك مثل شمس لا تنتظر منك شكراً أو امتناناً .. ولأن صوتك كان يثير فيني احتفالاً غير محدود .. ولأن قوانين الوقت كانت تنهار عندي حين ألقاك.. صدقني أنا جدّ نادم على كل ذلك.. اعذرني فقد كنت: أحبك.
صديقي السابق، شكراً .. شكراً لأنك عاملتني بكل ما تملك القسوة من صراحة.. ولأنك تجاهلتني إلى درجة جعلتني أشك في كوني موجوداً .. ولأنك لم تقم لإحساسي أي وزن.. ولأنك لم تكف عن قصف حبي لك حتى انهار تماماً..
ولأنك ساهمت بكفاءة في ارتفاع منسوب المياه الجارية على خدي.. وعجّلت بعبقرية في عمليات تكاثر جراحي.. ولأنك لم تبادلني حباً بحب، وصدقاً بصدق، وإنما اكتفيت بادعاء ذلك.. شكراً على هذا القدر الهائل من إهمالي مثل خرقة بالية.
حين تخسر محبوبة فأنت كمن يخسر مكاناً جميلاً، من العسير أن يعوض.. أما حين تخسر صديقاً فأنت كمن يخسر الزمن.. ولا شيء يعوض خسارة الزمن.
أريد أن أكتب لك وعنك الكثير.. وعن وجعي الذي تنوء به حروفي، ولكن أنى للخيال ان يستوعب حرقتي.. وأنى للكلمات ان تحتمل بركان مشاعري .. وأنى للقارئ أن يفهم مرارة فجيعتي منك، وفيك.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|