اللحظات الأخيرة .. والآخر تهاني بنت عبدالكريم المنقور
|
(1)
غياب .. بعد .. رحيل .. سفر.. كلها ما هي سوى لحظات أخيرة..!!
لكن.. كيف تكون اللحظات الأخيرة.. وكيف لنا الاحتفاظ بسيرتها الأولى رغم حنانها القاسي.. كيف لها أن ترسم لنا آخر الملامح..!! وتعطينا العودة من خلالها في زمن ما.. ومكان ما..!! لنلتقي حينها بالآخر.. ونكسر حاجز.. البعد .. الغياب .. السفر .. الرحيل.. وكيف لنا أن نتملك القدرة في وصف مشاعر تلك اللحظات الأخيرة.. والتي شوق فيها لبرهة زمنية أضافية!!
(2)
دائماً نحن هكذا..
لا تذكر تأمل الآخر.. إلا عند اللحظات الأخيرة.. وتأمله بقوة.. ويصدق وكأننا للمرة الأولى التي نراه بها!! نحاول وقتها جاهدين التأمل بقوة في اللحظات الأخيرة.. التي جمعتنا مع الآخر.. الذي عايشناه.. أعطانا.. وأعطيناه في أوج عنفوان الصدق.. لندخل بعدها في مرحلة جديدة.. وكأننا نسينا أن تلك اللحظات الأخيرة ما هي سوى بدايات.. لبدايات أجمل..!! لم نفكر أن تلك اللحظات تهبنا من الأحلام ومن الأمنيات.. ما نتوق إليها في ذاكرة القادم..!!
دائماً ننظر إلى اللحظات الأخيرة.. والمرتبطة بالغياب .. السفر .. البعد .. الرحيل.. بأنها نقطة حرمان سلبية..!!
لماذا لا نراها نقطة حرمان إيجابية.. من أجل الآخر!!
نقطة حرمان إيجابية.. تجعلنا نهدئ زمجرة الغضب.. بداخلها.. وتسقط رغبة الاستمرار وبلوغ كل العوامل الجميلة.. مع الآخر الساقط عمداً إلى قلوبنا!!
(3)
دائماً (العطاء الصادق) يبقى.. (الحب الطاهر) يبقى.. (الكلمة الطيبة) تبقى.. وما أعلمه جيداً أن حتى (القلوب الصادقة) رغم اللحظات الأخيرة.. إلا أنها لا تملك سوى البقاء.. الاستمرار..!!
فقط لنعطي أنفسنا فرصة إضاءة الجانب الجميل.. في تلك اللحظات الأخيرة.. وماذا يمكن أن تعطينا.. وكيف لها أن تعيد لنا ما أخذت!! كيف لنا أن نستمر في أمانينا وخطانا سريعاً.. لندخل مراحل أعلى وأفضل..!! وكيف لمشعل الأمل والصدق أن يستمر في ذواتنا.. من أجل بلوغ المراد!!
اللحظات الأخيرة تعطينا القدرة على الابتسامة.. من أجل الآخر..!! تعطينا القدرة على رؤية الحلم مع الآخر!! تعطينا القدرة على منح الآخر (الأمان)!! تعطينا كل شيء جميل بدون أن يكون لها أفضال!! فقط لنعطي أنفسنا فرصة البحث في اللحظات الأخيرة.. التي لا تعد سوى عوالم حقيقية نصنعها من أجل الآخر..!! ونرسمها من أجل الآخر..!! ونلون ملامحها بألوان (قوس قزح) من أجل الآخر!!
(4)
الآخر..
اللحظات الأخيرة..
علمتنا أن ندون على بطاقتها.. الزهيدة الثمن.. (أن هناك محطة جديدة.. تنتظرنا.. وينتظرنا بها من الحقيقة والواقع الشيء الكثير..).
(5)
اللحظات الأخيرة.. ليست ملامح الآخر!!
اللحظات الأخيرة.. ليست نهايات!!
(6)
اللحظات الأخيرة جعلتني أكتشف كذبة .. خدعة.. كبيرة صنعها لنا (جون أوزبورن) حين قال:
(منذ أن تخليت عن كل أمل.. بدأت أشعر بتحسن عظيم).
(7)
(المحبة.. لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق..)
(جبران)
ص. ب 56951 الرياض 11564
Email:tmangour@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|