الغربال أ. د. عبدالله بن محمد أبوداهش
|
قال أحد العلماء يوصي ولده: «غض عن الفكاهات من المضاحك والحكايات، ولا تحدث أحدا إعجابك بولدك، «وزوجك»، ولا إعجابك بسيفك ولا فرسك، وإياك وأحاديث الرؤيا، فإنها تطمع فيك السفهاء فيولدوا لك الأحلام، ويفسدوا في عقلك، ولا تلبس من الثياب مشهورا، ولا تتخذ من الدواب مبطورا، ولا تتصنع تصنع المرأة، ولا تتبذل تبذل العبد، ولا تلح في الحاجات، ولا تخضع في الطلبات، وإياك أن تعلم أهلك وولدك كثرة مالك أو قلته، فإنهم أن علموا قلته هنت عليهم، وإن علموا كثرته لم تبلغ رضاهم.
يا بني أخف أهلك وولدك في غير عنف، وارفق بهم في غير ضعف، ولا ترِ «زوجك» حب الإفراط فتتجبر عليك، ولا ترِها بغضا فتنفر منك، وأحبب ولدك وأحسن أدبه، ولا تهازل أمتك ولا عبدك.
يا بني إذا خاصمت فدع الحدة، وفكر في الحجة، واصبر لمن خصمك، ولا تغضب فتذهل عن حجتك، وأر الحاكم بينكما حلمك، ولا تكثر الإشارة بيدك.. وأقلل الكلام على الطعام، إلا بالحمد لله، كذلك عند الخلاء.
يا بني اتق الله يكفك ما تخافه وتتقيه، واحذر أن تعصيه فإنه ليس لك من ورائه وزر، ولا من دونه معتصم، وإياك والفجور بحرم الناس، فإنه ما انتهك امرؤ حرمة إلا ابتلي في حرمه بمثله»(1).
قلت: ولئن انطوت هذه الوصية على معان سابقة ليدلن الامر على أهميتها، وأنها قد تصلح لزماننا بما يوافقها من الأشباه والنظائر، فهي ذات سعة في فوائدها ومعانيها، بل هي صادقة في مضمونها، تفيض بمشاعر الأبوة والإخلاص فما أحرى الناس بالافادة منها.
* أبها كلية اللغة العربية جامعة الملك خالد ص.ب 1183
الحواشي
(1) أسرة التحرير، «من لطائف المعارف: وصية عالم لابنه»، مجلة التوعية الإسلامية» ع 206، س 19 «ذو الحجة 1413هـ» ص ص 41 42.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|