قصيدتان هل في السُّلالةِ أجملُ من موتنا؟! عبدالله السمطي
|
ما الذي سوف يفعلُهُ الحبُّ حين يؤرَّخُ لامرأةٍ ذهبتْ في نهاراتها لتكابدَ
إيقاع نبضاتها في قديم تبقّى من الليلِ، أو في نعاسِ البروقِ الصغير
على شفة هطلت فكرةُ الوردِ فيها؟
ومن ذا سيجعلُ من أمّةٍ وتراً في كتاب الخروج؟ ومن ذا سيصفحُ عن عظة الماء خلف صحارى البديهة؟
قلنا: الوضوحُ صعودٌ إلى أرض أنفسنا. لم نقل أبداً شيئاً سيشبهُ موْتَ خريفٍ على شجر آفل في دمانا.، وقلنا عن الحبِّ أكثر منا. عن الليل قلنا عن الخيل. أين البديهةُ يا نار؟ أين الخطيئةُ؟
نسأل أبعدُ حين يطال السؤال شفاه الصدى. وهذا؛ لأن اليقين يغادرُ.
تنأي السماءُ، وينأي حنينٌ إلى الأرض ينأى هُطُولٌ تشرَّبَ منّا حقول التأمل.
ينأي المكانُ. ولكننا سنبوحُ، لنحصدَ أوطانَنَا والصهيلَ
ونعفر لامرأة عابرهْ
تلكّؤ أطيافها حول نجم يُؤاسي
خطى قمرٍ في بياضِ السَّواد مديحُ عيونكِ فينا
تقولُ الطبيعةُ يوماً
إذنْ
ما الذي سيحرر فينا سبيلَ البداية كي نصفَ اللحظة الحاضرة؟
...
لنا وترٌ في الأعالي يدلُّ علينا
سكبنا مكانَ الغناء سماءً
وقلنا: سنسرجُ في صفة الليل شيئاً قليلاً من الحزن حتى نصير أوائلَ غربتنا
لنا سفرٌ ليس ينهى الكلامَ. هنا في وضوء التنفّس شيءٌ من القهر. إنا ولدنا
لنعرفَ أسماءنا من صهيل الطبيعة تحت المشيمة. قلنا: سنبحرُ أكثر مثل «أوديسيوس» لا لنخوض الغياب، لا لنخوض الأفقْ
ولكن لنصعد تحت الحصى.
لنا ما يطالُ الهواءُ مكامنه في السليقة. هل في السلالة أجملُ من موتنا؟
نحن أصبى قليلاً من البحر. أغلى قليلاً من الخبز. نحن. وملحُ الغريزة نحنُ وطعم المكان الذي يتسلّلُ تحت الخطى ما يجعلُ الكون أوسع نحن.
فكيف تغيّرت الأرض؟
كيف تلكأ هذا الزمان بأعصابنا؟
لم نشرد طيوراً بجرح الغمامِ ولم نكتب الشرَّ فوق الجباه. ولم نعترفْ أبداً أننا نتواطأ في لحظات الخراب علينا. ولم نلد الموتَ من هامة اليأس داخلنا. فلماذا تكلّست الأرض أكثر منا؟
ما الذي سوف يغفله الموتُ
حين يؤرخُ لامرأة شاغرهْ؟
وماذا سنكتبُ فيناً
وقد ذبحَ الحرفُ خلف الضحى شاعرهْ؟
الوضوح صعودٌ إلى أرض أنفسنا
فأين البديهةُ يا نارُ
أين المكان؟
أين البداهة يا نار؟
***
طريقي الذي يتبع الحلم
مرّ سريعاً على قدميّ
ومرّ كثيراً على حافة القلب
كي يتودد نبض إليه
طريقي قصيرٌ
وموتيَ أطول من خطوة بقليل
وأبدع من شجن في الحصى
ستكون البداية من دمعة في رصيف دمي
ستكون النهاية بعد يمين الشعاع الأخيرْ
***
غدي قدمٌ الحرائق تمشي
ولا غاب من موجة تتبرجُ يتبعها في حضور السفرْ
سأنظرُ
هذي الدنا رحلة في جدار القدرْ
وهذي الأماكن ليست سوى طلل فادحٍ
قلت: يا رب لا تجعل الشمس تشرقُ حولي
لكي أقرأ الصبح في عتمةٍ أو حجرْ
ويا ربّ:
إن المسافة ما بين صدري وبين وضوح الشجرْ
ستغدو قريباً
بلا شاهدٍ أو أثرْ
فهل سأخبئ شكل يدي في الفراغ
لكي لا تشيرَ إليّ
وتتركَ تحت الأصابع شيئاً من الريح
أو وترا يتأرجح في شفة من صهيل العصفور
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|