معادن الرجل حمد بن عبدالله القاضي
|
عندما دعيت للمشاركة بالكتابة في هذا الملف عن الأستاذ القدير فهد العريفي الذي أبدع في العطاءات الثقافية والاجتماعية من خلال عمله في الصحافة المحلية منذ أربعين عاما خلالها ملأ الصفحات عطاء جعل الإصلاح الاجتماعي هاجسه الأول عكس همه وطموحه ومستوى تفكيره المستنير والحرص على كل ما يربط أبناء هذا البلد بالثقافة والفكر والإبداع، ومثل هذا الرجل لا يحتاج إلى شهادة من مثلي فعطاءاته جاءت في كل اتجاه ويعرفه الجميع وبخاصة المثقفون أكثر من غيرهم، ومهما قلنا عنه ومهما تحدثنا فلن نوفيه حقه بلا شك يستحق هذه الإشادة وأكثر، لقد كان أكثر عطاء وحضورا وتميزا، فاستحق هذا الحب والتقدير، لم يكن هذا العطاء موسمياً أو عطاء المقل بل هو بذل سخي جاء في كل زمن وفي كل اتجاه، عرف بالولاء والوفاء والصدق والشهامة والكرم، هكذا يقول من يعرفه عن قرب، وهكذا شهد له الآخرون بالحكمة والعقلانية والعمق والاتزان والعمل الدؤوب وحب الخير صنع تاريخه بكل عفوية وبساطة، بل بكل قدرة وكفاءة.
ولعلي لا أكون مبالغاً إن قلت: إن هذا التاريخ ناصع يمشي على الأرض خطواته ومواقفه مضيئة وأعماله إنجازات تسبقه دماثة الخلق وسعة الصدر يشع بالتواضع والوقار ومنطقه الرأي السديد والحرص على معالي الأمور، سعدت بلقاءات عديدة جمعتني به في مناسبات عدة غمرتني فيها حفاوة استقباله وكرم ضيافته وحلاوة حديثه وطيب معشره ما ينتهي لقائي معه، إلا وينتابني شعور ونفسي تتوق إلى لقاء آخر معه، فكل همه وشغله الشاغل الإسهام في السعي لقضاء حوائج الناس وحل مشكلاتهم وتفريج همومهم بما يستطيع ومهما تكلف. قلمه كمشرط الجراح الذي يزيل الأورام الخبيثة من الجسم العليل وبفكره يستطيع تشخيص الأمراض للمسؤولين ويوصف الدواء الشافي لكل معضلة، كان في محل ثقة ولاة الأمر والوطن به، حيث أسهم بقلمه في تطوير بلده ومجتمعه من خلال كتاباته وآرائه الجريئة حتى وصل اسمه إلى جانب كبار المصلحين، بل المؤثرين لم يغير اختلاف الزمان والمكان جلده البتة في الصدق ونبل التعامل والبحث الدائم عما ينفع الناس ويغير مجرى حياتهم إلى الأفضل.
وعندما هممت بالكتابة مشاركة مني في مناسبة إصدار هذا الملف عن حياته أمد الله في عمره ارتكزت مصادر معلوماتي عن شخصية هذا الإنسان الجميل على دعامتين أساسيتين لا ثالثة لهما، الأولى عن طريق معرفة حقيقية وانطباعات من واقع معايشة ومشاهدة ومعاصرة، والثانية معرفة توثيقية من واقع ما كتب عن شخصه الكريم ومن منطلق هذين المصدرين في آن واحد امتزجت كتابتي عنه بالمعايشة والتوثيق.
لذا سطرت هذه السطور القليلة في حق هذا الرجل عرفاناً ووفاءً وتقديراً لجهوده الحثيثة ومساهماته المستمرة في الكثير من المشروعات الثقافية والوطنية المشرفة، إنه أحد النماذج الإنسانية التي تطل دوماً بوجهها الوهاج لتضيء مساحات شاسعة من دروب البشر من أجل نهضتهم.
وعادة الناس تلتفت إلى تلك الشخصيات وينظرون إليها بكثير من المحبة والإعزاز والوفاء وإن كان لي من كلمة أخيرة أقولها في حق أبي عبدالعزيز:
إن أحسن الناس أنفعهم للناس، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً، لقد كنت مواطناً شريفاً عزيز النفس محباً لبلدك ومواطنيك. هذا وأسأل الله العلي القدير أن يديم نعمة الأمن والرخاء على بلدنا وأن يوفقنا جميعاً لخدمة ديننا ووطننا، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|