«زياد السالم» مبدع يوقظ غفوة زيادة السالم
|
القاص المبدع «زياد السالم» صوت من شمال الوطن هناك... «دومة الجندل» تاريخ وحضارة عابرة تغط بغفوات عميقة لا تعرف كنهها، ولا تكتشف أسرارها.. نعم «زياد» و«دومة» ابن وأمه وبينهما قدرات شاب مبدع يجهد ويجتهد في ايقاظ تلك البقعة الهاجعة بين أنقاض التاريخ وشواهد أحداث الماضي.. فها هو السالم بكل ملكاته وقدراته يبني مجد السرد قصة، ويؤرخ للعقل من جديد.. لكن «دومة» تأخذ حقها في سكون الصمت ليحاول «السالم» جاهداً مواظباً، بارعاً في مد جسور التواصل من هناك إلى كافة الأنحاء.
المبدع «زياد السالم» يفعل ذلك بقدرات كاتب يلتقط مفردة الجمال؛ لتراه وقد طرز قماشة السكون هناك بريحانة الوجد، ونرجسة الفتنة الغنية.. فها هو يصف في مجموعته القصصية «وجوه تمحوها العزلة» الصادرة عن دار أزمنة بعمان تفاصيل حزن الشمال وعتمته الشائكة.. قلم «زياد» ينهل من معين تلك الخطابات الإنسانية المغرقة في خصوصيتها المتمثلة في العفوية والهدوء المصاب بالاستكانة.
في إبداعات «زياد السالم» دفء رغم برودة «دومة» وحياة رغم جمود فلواتها، وقرب رغم نأي تلك النجوع «زياد» يوقظ غفوة الشمال بإبداعاته وهجسه وتواصله الحميمي المتطلع للتميز.. له في الذاكرة الشمالية منهل عظيم ترد إليه ركاب فكره، وله في غابة النسيان ضالة مازال يفتش عنها رغم ثورات الرمال، وصولات القفر غير المأمونة.. لزياد صوت الفرح كلما غنى على طرف قصي من الأرض الرائعة هناك.. شمال الشمال بين «دومة» و«سكاكا» تقع إشاراته، وعلى الرمل تبقى توقيعاته وإلى الأفق يرنو هذا الكاتب الذي يسعى إلى مصافحة التميز والإشراق؛ فانتظروا «زياد السالم» مبدعاً رائعاً وستقدمه أعماله؛ ولن يوقظ غفوات الشمال إلا هؤلاء المسكونون بوهج الإبداع واستنارة الفكر، وبراعة الطرح.. فزياد واحد من هؤلاء..
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|