معجم موازين اللغة «9»
|
* صالح بن سعد اللحيدان
نظرتُ في بعض كتب المعاصرين من العلماء ومن يكتب في الأدب والثقافة أما مقالات المجلات والصحف فلا تسأل، نظرت فوجدت الخلل البيِّن والزلل الواضح فقلت في نفسي ما هذا؟ وأي واقع في علم وثقافة وأدب هذه الأمة؟!!
هل هو تداخل المفردات المولدة؟
هل هو قصد السوء من مدسوس ما؟
هل هو العجلة في الكتابة؟
هل هو عدم احترام العلم؟
هل هو عدم المبالاة؟
هل هو الجهل بمراد اللفظ؟
هل هو العجز بتركيب الجمل على الصواب؟
هل هو تداخل اللهجات؟
هل هو التعلم والثقة الزائفة؟
هل هو ضعف الرقيب؟
هل هو الاهتمام بمعنى الكلمة دون وجهها؟
هل تأصل الاستعمار الثقافي إلى هذا الحد؟
وحتى يكون المثال ماثلاً والدليل ناهضاً خذ مثل هذه العبارات الخاطئة!
الخطأ الصواب
هام مُهم
مُصرَّحة مُصرح بها
مشين شائن
الأخذ عليه الأخذ على يديه
يرحمه الله رحمه الله
فلتة هبة
حتمته الظروف قدره الله
طرق إلي الباب طرق على الباب
خرَّ إلى الأرض خرَّ للأرض
قلت أن قلت إن،
قال أن فالأصل هنا بعد قال
يقول أن ومشتقات هذا الفعل
قال أن كسر همزة (إنَّ)
تقول أن
يقولون أن
قلن أن
ما عاد لم يعد
طرَّش استفرغ أو تجشأ
لم يعود الأمر لم يعد
الشليلة الرفقة أو الأصحاب أو الجلساء
وهذا غيض من فيض، بجانب الكلام العامي فقد سُئل أحد الكتاب سؤالاً فأجاب قائلاً (شف يا خوي أنا الذي بينت هذا الأمر وكل واحد غيرنا إنما هو من تلامذتي).
ماذا تقول لو فكرت حال إجابته،
جهل باللغة.
غرور بالنفس.
ثقة زائفة.
تهميش لزملائه.
وأصل ما قال إنه من حيث بُنيت الكلمات هكذا (انظر يا أخي لعلي ممن بيَّن هذا الأمر وأظهرته ولعل البعض قد استفاد مما بينته) دون قوله:
(شف يا خوي)
(أنا الذي..)
(وكل واحد غيرنا)
(من تلامذتي)
وخذ مثلاً آخر: (نعم هذا رأي أحمد ويمكن هو ابن راهويه والله يدري بالصواب لكن ما عليك إمش على هذه الإجابة).
ما تقول في هذا كلام يحتاج إلى فك لا لكونه أشبه بكلام العوام لكنه قطم وجزم وقطع وهذه مصائب ثلاث وأصل الصواب أن يجيب هكذا:
(نعم هذا رأي الإمام أحمد ولعله رأي إسحاق بن راهويه، والله أعلم)
وقوله: (لكن ما عليك إمش على هذه الإجابة) ليس صواباً عقلاً وليس صوابا شرعا وقد كان يحسن أن يقول (هذا ما ظهر لي) أو (هذا ما أقوله حسب علمي)
وأكثر القراءة وأكثر الاستماع تجد عجبا هنا وهناك،
ولعل المسؤولية مشتركة، لكن العلماء يحسن بهم قبل الإجابات الاستحضار النفسي واللغوي والذهني والتأني مع ضرورة مثل:
1 حسب فهمي.
2 حسب علمي.
3 هذا ما ظهر لي.
4 لعله أصح القولين في المسألة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|