محمد العويفير
إن سألتم غالبية الشارع الرياضي، وأنا منهم، عن أمنياته قبل مباراتي الصين واليابان لقالوا إن الأربع نقاط إن تحصلنا عليها فهي مرضية، قياساً بظروف المنتخب وصعوبة مباراة اليابان، وتحديداً أنها ستقام في سايتاما، وهذا ما تحقق مما جعل من التأهل المباشر للمنتخب أمراً ممكناً، فالمنتخب أمام الصين بات له شكل هجومي مقنع، ولولا رعونة بعض اللاعبين لانتهت المباراة بأكثر من هدف.
أما في اليابان فمنتخبنا كان منطقياً ببحثه عن التعادل ولكن الشكل الذي ظهر به المنتخب لم يكن مقبولاً حتى وإن كنا نبحث عن التعادل، فأي فريق في العالم مهما كانت تطلعاته في أي مباراة فإنه يكون لديه أفكار بالكرة مثلما لديه أفكار بدون كرة، حتى وإن كانت بنسب متفاوتة، فرينارد دخل المباراة وهو لم يرسم أي سيناريو للفريق بالكرة، ولم يكن هناك أي أفكار واضحة لسرقة المباراة بهدف أو كيفية العودة في حال سجل اليابان، وهذا رهان خطر جداً قد لا ينجح في المستقبل وأسلوب مشوه جداً لا نود أن نراه مستقبلاً، حتى وإن كنا نريد الحصول على نقطة من أي مباراة فلا ينبغي أن يلعب المنتخب بهذا الأسلوب مجدداً.
هذا كان رأيي أثناء المباراة وحتى الآن، على الرغم من أن هناك رأياً آخر يزاحم رأيي وهو أن الفرق التي تتطلع لخطف المباراة فهي تتحصل على نقاطها من خلال كرات ثابتة أو لعبة رأسية أو تفاصيل صغيرة مشابهة لايمتلك أياً منها منتخبنا للأسف، فالجيل الحالي وحتى السابق يعاني من شح الهدافين والأهداف مع المنتخب، حتى وصلنا لمرحلة أن نكون الأخير تهديفياً من بين 18 منتخباً مشاركاً في التصفيات، بل إن أهدافنا الأربعة والتي سُجلت في الـ8 مباريات لم يسجل مهاجمو المنتخب أياً منها، وهذا أمر لا يليق بمنتخب يحمل كل هذا التاريخ، وكان من بين صفوفه أساطير في الهجوم كماجد وسامي وياسر والمهلل.
ولكن وسط هذه الملاحظات السلبية هناك جانب مشرق يمكن البناء عليه، وهو ظهور جيل جديد من اللاعبين الذين قدموا أداءً واعدًا في المباراتين، هؤلاء اللاعبون يشكلون مستقبل المنتخب، ويمكن أن يكونوا حجر الأساس في تحقيق تطلعات الجماهير خلال السنوات القادمة بشرط أن يتم تطوير قدراتهم وتوظيف إمكانياتهم بالشكل الأمثل.
في النهاية تبقى النقاط التي حصدها المنتخب خطوة جيدة في سباق التصفيات، ولكن الأداء يحتاج إلى مراجعة لضمان توازن أكبر بين الدفاع والهجوم، خاصة أمام المنتخبات القوية.
رسالتي
الفوارق التي باتت بين منتخبنا واليابان وكوريا وإيران باتت شاسعة، بل إن المسافة التي أصبحت بيننا وبين الأردن والعراق والبحرين أقرب من المسافة التي بيننا وبين اليابان وأقرانها، وهذا جانب لا يبشر بأننا في الطريق السليم، وعلينا أن نجد حلولاً عاجلة وإلا سنغيب عن مصاف منتخبات القارة قريباً!.
** **
- محلل فني