فهد المطيويع
بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار استقال سعد اللذيذ وذهب وترك عشرات الأسئلة وعلامات الاستفهام دون إيضاح أو إجابة شافية، مما قد يعقد الأمور أكثر مما هي عليه، علماً بأن السواد الأعظم في الوسط الرياضي أجمع على عدم الرضا عن سعد اللذيذ خلال فترة عمله، مع أنهم في البداية استبشروا خيراً بوجوده نظراً لما يملكه من خبرات و(cv) جيد في المجال الرياضي، إلا أن الواقع يقول إن الرجل ذهب بعد أن ترك مساحة واسعة للتأويل والتناقضات في طريقة التعاقدات وتطبيق شروطها!
ولهذا السبب أصبح كل يدلو بدلوه في موضوع التعاقدات والميزانيات، دون إيضاح من اللجنة رغم كل ما يُقال حول حجم الدعم لأندية الصندوق، وتفاوت الأرقام التي تخرج في الإعلام، لهذا لم يقتنع أحد، لا ميزانيات واضحة ولا أحد يعرف من صرف أكثر ومن أعطي أقل، وكلٌ يغني على ليلاه.
المضحك أن المعلومات الدقيقة حول مبالغ التعاقدات تأتي من الخارج عن طريق الوكلاء أو مسؤولي الأندية من كل بقاع العالم، يعني (الأجانب عادي يعرفون) ونحن آخر من يعلم، على أساس أن المعلومات (confidential) ولا يجب أن تُناقش على المستوى المحلي!
بصراحة، لا أعلم إن كان لمتلازمة عقدة الخواجة دور في هذا الموضوع! على أية حال ما زال اللغط مستمراً حول هذا الموضوع، فالنصراويون يقولون إنهم الأقل رغم وجود كريستيانو وماني وبروزوفيش وأوتافيو والتعاقدات مع أكثر من مدرب. الأهلاويون والاتحاديون كذلك رغم وجود كانتي وبن زيمه ومحرز وكاسيه وفرمينو وتغير أكثر من مدرب في الاتحاد.
المضحك أن جماهير الأندية تحلف بأغلظ الأيمان أن الهلال الأكثر دعماً من الآخرين فقط لأنه الهلال، واللجنة ورئيسها في سكون وصمت، ولم يكلّف أحد نفسه بالرد ونفي الاتهام الصريح بمحاباة اللجنة للهلال على حساب البقية.
على أية حال، تعودنا في الكثير من البدايات أنها تكون صعبة ويتخللها الكثير من الأخطاء، وهذا شيء معروف، خاصة إذا كان الاعتماد كبيراً على طريقة (trial and error)، أو التجربة والخطأ، التي كلفتنا الكثير في أكثر من لجنة.
على أية حال، أكثر ما يخشاه جمهور الهلال أن يكون الهلال ضحية هذه الاستقالة، خاصة وأن الهلال على أبواب المشاركة في بطولة كأس العالم، والتي تحتاج لتجهيز خاصة والتعاقدات كبيرة تليق بالهلال ومشاركته العالمية كممثل لأندية الوطن.
نتمنى التوفيق لسعد اللذيذ في وجهته القادمة، ونتمنى أن يكون القادم خير خلف لخير سلف، وأن تكون البداية معه أكثر مرونة ووضوحاً، والأهم أكثر شفافية لتطمئن قلوب الجماهير على أنديتها.
بالتوفيق للأخضر
نتمنى التوفيق اليوم لمنتخبنا الوطني في لقائه المهم والصعب أمام المنتخب الياباني، هزيمة اليابان ليست بالأمر المستحيل رغم الفوارق الفنية، والعشم كبير في لاعبينا وروحهم وحماسهم القوي، بالتوفيق للأخضر ولا عزاء للمتعصبين.