د. عيسى محمد العميري
وأخيراً تكللت جهود المملكة العربية السعودية فأثمرت وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في بادرة غير مسبوقة لصراع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم تسجيل اختراق سلمي مهم جداً على صعيد تلك الحرب التي لم تهدأ أو تتوقف يوماً منذ اندلاعها في العام 2022، تلك الحرب التي لم يدع فيها طرفا النزاع لأي واسطة مهما بلغ نفوذها وسطوتها على أي من طرف النزاع بأن يحدث وقفاً أو تدخلاً سلمياً فيها ليوم!. ولكننا اليوم نشهد هذا الاختراق السلمي الإيجابي على صعيد تلك الأزمة موافقة كييف على المقترح الأمريكي الفوري لوقفها لتلك المدة، وهو بلاشك تكليل لجهود المملكة الممتد منذ سنوات واستشعرت هذا الدور بمجرد تغير السياسة الأمريكية في هذا الاتجاه من خلال فوز الرئيسي الأمريكي ترامب برئاستها، فبادرت للاستفادة من هذا التغيير لتحقيق سلام مبدئي لوقف الحرب والنزاع الذي طال العالم بأسره. فكانت جهوداً غير مسبوقة وجاءت كما أشرنا ثمرة لجهود متواصلة لم تقف منذ اليوم الأول للحرب.
وفي هذا الصدد نقول إن هذا التطور في مسار الحرب هو أمر غير مسبوق خصوصاً تقريب وجهات النظر بين أكبر قطبين في العالم أمريكا وروسيا. والمملكة ومن موقعها في هذا الصراع أكدت أنها رقم صعب ورقم مطلوب في العالم أجمع، من حيث سعيها لتقديم كل ما من شأنه أن يؤسس لمرحلة سلام واستقرار في بؤر الصراع المتنوعة في العالم، وبأن دورها الحالي والمستقبلي على هذا الصعيد دور مهم جداً على صعيد السياسة الدولية، وبالتالي فإن الدول تسعى للتقارب أكثر وتعزيز علاقاتها مع المملكة، إيماناً منها بدورها السياسي الكبير في مسرح السياسة الدولية.
نتمنى كمراقبين سياسيين اليوم أن تستكمل دورة السلام الحالية بموافقة روسيا على المقترح الأمريكي الذي سوف يكون له دور مهم لوقف الحرب الروسية - الأوكرانية بشكل كامل ونهائي، ويضع اتفاقاً يحفظ لروسيا وأوروبا تحقيق السلام ومن خلفهم أمريكا. وتهدئة التوتر الحاصل بين روسيا وحلف الناتو، ذلك التوتر الذي أرخى سوءاً كبيراً في تلك المنطقة من العالم وهدد ومازال بحرب لا يعلم مداها إلاّ الله إن اندلعت جراء تلك الحرب وسط وجود سلاح نووي قد يساء تقدير استخدامه.
كل التمنيات الطيبة لجهود المملكة لاستكمال وقف إطلاق النار في الحرب الروسية - الأوكرانية. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي