محمد الخيبري
لم تكن الأيام القليلة الماضية عادية على الهلاليين التي أعقبت مباراة البرد والثلج في الأراضي الأوزبكية والتي كانت مخيبة للآمال محطمة للطموح عندما خسر كبير آسيا مباراة سهلة من أمام بختاكور الأوزبكي بهدف نظيف صب الحزن في قلوب عشاق الزعيم حتى باتت ردود الفعل بين غاضب وناقم.
وفي غمرة الأحزان الهلالية كان لا بد من منقذ للوسط الجماهيري ليتفرغ الجهازان الإداري والفني لتصحيح الأوضاع بالفريق وعقد الاجتماعات وتكثيف التدريبات ومحاسبة المقصرين لكي يعود الزعيم لدفة المنافسة وهو ما حدث حيث استطاع الفريق الهلالي الانتصار في المباراة الدورية أمام الفيحاء بهدفين نظيفين.
وأثناء فترة الترقب الجماهيرية لمستقبل فريقها في الدوري السعودي المحترف والبطولة الآسيوية للنخبة كان للقائد التاريخي للهلال والأسطورة السعودية والآسيوية الكابتن سامي الجابر رسالة نوعية ذات أيدلوجية اجتماعية وجهها للجماهير الهلالية من خلال حسابه الشخصي في منصة X قاصدا العاطفة الهلالية وغيرة المشجع على فريقه وناديه.
رسالة سامي الجابر ذات أبعاد حقيقية خاطب من خلالها عقل المشجع الهلالي بكل احترام وبغاية الاحترافية واستخدم خبرته العريضة في التعامل مع المواقف العصيبة وهو الشخصية النموذجية المؤهلة لذلك لحجم جماهيريته الطاغية وقربه منهم.
أعتقد أن سامي الجابر درس جيدا فيسيولوجية المشجع الرياضي بشكل عام والمشجع الهلالي على وجه الخصوص واحتسب ردة الفعل الهلالية في عملية حسابية معقدة بالغة الدقة حرك من خلالها المشاعر في عملية استبدال اجتماعية واسعة تحول من خلالها النقد والغضب والإحباط والمطالبات لعملية دعم واسعة وغير مسبوقة استقبل فيها الجماهير بعثة الفريق قبيل انطلاق مباراة الإياب في المعترك الآسيوي وسط عرس واحتفال بهيج.
كان ذلك الاستقبال كالوقود للاعبين الذين لم يطرأ في بال أحدهم أن الجماهير الغاضبة تستقبلهم استقبال الأبطال ليتفرغ بعدها النجوم لدك شباك الفريق الأوزبكي برباعية نظيفة مع الرأفة وليستمر تألق الفريق الهلالي حتى يختتم مبارايته قبل فترة التوقف بكسر عناد فريق التعاون المنتشي بأرضه وبين جماهيره ويهزمه بثنائية نظيفة.
لغة الدعم الجماهيري لا يعلمها ولا يحس بها إلا اللاعبون وهي لغة وجدانية عاطفية وهذه المعطيات التي كانت بين ثنايا رسالة الأسطورة للجماهير وهي ركن أساسي في تحقيق البطولات والإنجازات الفردية والجماعية.
نجم خط الدفاع الكابتن علي البليهي الذي تحوم حوله انقسامات جماهيرية إعلامية كبيرة نظرا للهبوط الحاد في مستواه الفني الذي تسبب في ولوج عديد من الأهداف في المرمى الهلالي ويرى الكثير من المتابعين بأن اللاعب تسبب بشكل مباشر في خسائر الفريق الهلال للمباريات والنقاط.
من وجهة نظري المتواضعة أن البليهي من أفضل قلوب الدفاع الذين مروا على كرة القدم السعودية وهو من أهم دعامات المنتخب السعودي ولاعب كبير ذو كاريزما قيادية في أرض الملعب ولاعب يخدم أي منظومة فنية لأي مدرب.
اللاعب يمر (بدروب) فني كغيره من النجوم ولأسباب كثيرة أهمها طول الموسم الرياضي وكثرة المباريات وتنوع المسابقات بين محلية وخارجية والسبب الرئيس والأهم من وجهة نظري قائمة الـ25 لاعبا التي اجبرت عليها الأندية المحترفة التي تعاني منها جميع الأندية والتي تحد تماما من عملية التدوير بين اللاعبين مما يؤدي لانكسارات فنية لأغلب اللاعبين وهو ما يمر به الكابتن علي البليهي.
وما يحتاجه الكابتن البليهي ليعود لسابق تألقه وتميزه بعد فترة التوقف الاجبارية له نظرا لإصابته والفترة الكافية لاستشفائه هو دعم الجماهير الهلالية له والوقفة الإعلامية الصادقة لنجم قادر على خدمة الفريق وإسعاد الجماهير.
لا شك بأن اللاعب تأثر نفسيا بالفترة الماضية من تعامل الجماهير بالمدرجات وما يكتب ويقال عنه بمواقع التواصل الاجتماعي ومن المفترض ان يكون هناك مواءمة وجدانية بين الجماهير واللاعب وتغليب مصلحة الفريق نظرا لحساسية الفترة القادمة وقبيل نهاية الموسم وهي فترة الحصاد وتحقيق الإنجازات.
ولكي تكون عودة علي البليهي دون شروط وعودة قوية ومتميزة مع زملائه فلا بد من توحيد الدعم له ولبقية النجوم الذين يعانون من تراجع في مستوياتهم الفنية ولكي تكون استجابتهم للتغيير سريعة لتقديم المستويات المعهودة عنهم.
استخدام بعض الأساليب المبتكرة للدعم من المدرجات وخارج المدرجات هي تغييرات سلوكية ذات نتائج إيجابية وما حصل للتحول الجذري للفريق بعد الاستقبال الكبير في ساحات المملكة أرينا خير دليل.
قشعريرة
أنهى الاتحاد الآسيوي قرعة دور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة الذي سيقام بطريقة التجمع الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية على ملاعب مدينة جدة الذي ستنطلق مجريات لقاءاته مطلع أبريل القادم.
وبالتزامن مع القرعة الآسيوية أشيع أن رابطة دوري المحترفين مع الأندية المحترفة لمناقشة قائمة الـ25 لاعبا المفروضة على الأندية واحتمالية زيادة القائمة إلى 30 لاعبا وعلى الرغم من أن هذا الاجتماع أتى متأخرا. وقد لا يخدم الأندية السعودية المشاركة في المعترك الآسيوي في قيد لاعبين جدد إلا أنه سيكون مصدر تفاؤل لتطور دورياتنا المحترفة في المستقبل.
وأن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا، وهذه الخطوات الإيجابية ضمن الخطط التطويرية لرياضتنا ودراسة الأخطاء السابقة ومحاولة تصحيحها قبل بداية عمليات تخصيص الأندية وجعلها أندية شركات مستقلة.